انطلقت في مدينة المكلا صباح اليوم، فعاليات موسم “نجم البلدة” السياحي للعام 2025، وسط حضور جماهيري كبير، في تظاهرة ثقافية وتراثية وسياحية تُجسّد روح حضرموت وتاريخها العريق، وتُعزز مكانتها كوجهة سياحية متميزة على مستوى اليمن.
وجرى تدشين الموسم رسميًا على شاطئ الستين، في لحظات احتفالية فريدة بدأت عند الساعة الخامسة والنصف صباحًا، برعاية كريمة من محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، وبحضور الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الأستاذ صالح عبود العمقي، وعدد من المسؤولين والقيادات المدنية والعسكرية.
وفي مشهد رمزي يعكس رسالة سلام وتسامح، أطلق العمقي عددًا من طيور الحمام الزاجل إيذانًا بانطلاق فعاليات الموسم، وسط أجواء من الفرح امتزجت فيها نسمات البحر الباردة بعراقة الموروث الحضرمي.
تخلل التدشين جولة للأمين العام بين أجنحة الفعاليات الممتدة على طول ساحل الستين، حيث اطلع على الأنشطة الثقافية والفنية والتراثية، كمعرض الأسر المنتجة، وعروض الصناعات التقليدية، والأكلات الشعبية، بالإضافة إلى منافسات رياضية ومسابقات شعبية، من بينها لعبة “مصارعة الذراعين”، وسط حضور لافت من الجمهور وتغطية أمنية مشددة من قوات خفر السواحل.
كما دشّن العمقي فعاليات الهلال الأحمر الإماراتي المصاحبة للمهرجان، والتي شملت القرية التراثية، وخيم المأكولات الشعبية، وأركان الأطفال، بالإضافة إلى فعاليات تقام في قاعة بارشيد ومناطق أخرى كسواحل مدينة شحير، بإشراف مباشر من السلطة المحلية.
وأكد الأمين العام للمجلس المحلي في كلمة له خلال الحفل، أن موسم نجم البلدة لا يقتصر على كونه مهرجانًا ترفيهيًا، بل يُعد حدثًا سنويًا يبعث برسائل الأمل والتعايش، ويُبرز قدرة حضرموت على احتضان الحياة رغم الظروف المحيطة.
وأشار إلى الأهمية الاقتصادية والسياحية لهذا الموسم، الذي يشهد توافد الزوار من داخل وخارج البلاد، وإقبالًا على الفنادق والأسواق، فضلًا عن إسهامه في تنشيط دور الأسر المنتجة عبر المعارض المصاحبة، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تُسهم في تعزيز الهوية الحضرمية ودعم الاقتصاد المحلي.
وثمّن العمقي مشاركة منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، مثل الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة حضرموت للثقافة وشركة إسناد، معتبرًا إسهاماتهم ركيزة أساسية في دعم القطاع السياحي وإحياء الموروث الثقافي للمنطقة.
ويضم البرنامج العام للمهرجان باقة واسعة من الفعاليات، من أبرزها:
معرض الفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية الذي ينظمه مكتب وزارة الثقافة في قاعة حضرموت.
مهرجانات غنائية وعائلية بمشاركة فنانين من داخل حضرموت وخارجها.
ندوات ثقافية وسينما مفتوحة وعروض “نكهات حضرمية”.
أنشطة رياضية تشمل دوري كرة القدم وماراثون ومسابقة سباحة.
مسرح العائلة والطفل وعروض فنية تراثية في القرى السياحية.
وشهدت شواطئ المكلا، خاصة شاطئ المنصة والستين وخلف، توافد المئات منذ الفجر، وسط أجواء احتفالية تنوّعت فيها الأنشطة بين الاغتسال في المياه الباردة –المرتبطة بظاهرة “نجم البلدة”– وممارسة الرياضات الجماعية، فيما انتشرت الأكشاك المتنقلة التي يديرها شباب بمنتجاتهم الإبداعية والخدمية.
حضر حفل التدشين عدد من المسؤولين، منهم وكيل المحافظة للشؤون الفنية رئيس لجنة المهرجان المهندس أمين بارزيق، ووكيل الشباب فهمي باضاوي، وعدد من مديري المكاتب التنفيذية، إضافة إلى قيادات أمنية وعسكرية وشخصيات اجتماعية بارزة، ما يعكس الاهتمام الرسمي الكبير بهذا الحدث السنوي.
ويُعد موسم “نجم البلدة” من أبرز المناسبات السنوية في حضرموت، حيث يتزامن مع ظاهرة طبيعية فريدة تُسجّل برودة ملحوظة في مياه البحر خلال يوليو، وتُعد فرصة للاستجمام، كما بات هذا الموسم مناسبة لترسيخ الهوية الثقافية والسياحية لمحافظة حضرموت، وفرصة لتقديمها كوجهة آمنة ومزدهرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news