استعراض تجارب نجاح مشاريع متنوعة في قطاع غزة الذي يتعرض لاعنف حرب وحصار منذ عقود ناهيك عما يشهده حاليا، وفي المقابل تجارب فشل وإفلاس مشاريع باليمن، يكشف عن علة متقوقعة في عقلية جانب كبير من رأس المال اليمني والموجهين له.
العلة هذه تتمثل في حصر الظرف المناسب للاستثمار في زمن السلم فقط، واغفال كل مقومات نجاح أي مشروع بداية من دراسة ومعرفة ماذا تريد كرأسمال من المشروع الذي تنوي تأسيسه ومن تستهدف وماذا ستقدم وما هي النتائج التي ارتكزت عليها لتأسيس المشروع وما رؤيتك التطويرية لمواكبة المتغيرات و…إلخ.
وكتوصيف دقيق لما يحدث لمشروعات باليمن حالة إفلاس، يمكن إيجاز الأسباب في التالي:
_ كافة المشروعات التي أفلست كانت نتاج توجه غير مدروس، أي يتم تأسيس المشروعات قياسا على. نشاط مشروع سابق حقق قبول وارباح عالية، فيهرع الجميع وانطلاقا مما حققه هذا المشروع لتأسيس مشروعات مماثلة دون رؤية أو تخطيط أو تفكير بالتطوير فتكون النتيجة إفلاس ويتم رمي الحمل على بيئة الاستثمار وهي لا علاقة لها بالأمر
_ التعامل مع إدارة المشروعات وكأنها شطارة شخصية وفهلوة، فلا تجد لدى مؤسس المشروع خطة عمل حتى لثلاثة أشهر رغم ما يتطلبه المشروع لضمان نجاحه من خطط آنية وقصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل
_ تجاهل أهمية تطوير مهارات الكادر الوظيفي والأيادي العاملة بكل مستوياتها وتصنيفاتها، مثلا: يقال هو فندق أو مطعم أو محل بهارات أو محطة مياه. ماذا تريد من تدريب وتطوير مهارات.
_ صاحب رأس المال يكون المدير والمحاسب والمشتروات والسائق وأولاده وأقاربه الأيدي العاملة وكافتهم لا يعرفون شيء عما سيقومون به أو ما هو مطلوب منهم. والجميع يردد سيتعلمون.. بالطبع سيتعلمون لكن بعد إفلاس المشروع وهذا ما يحدث
_ اعتماد المثل الشعبي القائل “معك لجع أو بضاعة” يعني المهم تعرف تتكلم وتبرم أما بضاعة وأنت غير فهلوي لا ينفع، واعتماد هذا المثل كقاعدة لإدارة مشروع نتيجته الفشل
– عدم الانتظام وعدم الوفاء وعدم … ايضا عوامل نتتيجتها الافلاس عند تصدرها تعامل القائمين على المشروع مع الأخرين
هذا جانب من عوامل الفشل للمشروعات باليمن والغالبية يتهرب من التطرق لها ورمي الحمل على حالة السلم أو الحرب، مع أن الحالة فرصة لانتهاج استثماري يواكب متغيراتها
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news