تهامة 24 – عدنان حجر
تعاني أحياء في مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي من طفح متكرر لمياه المجاري، نتيجة أخطاء فادحة في تنفيذ مشاريع البنية التحتية، وسط صمت رسمي وتجاهل لمعاناة الأهالي.
ووفقًا لمصادر محلية، فإن مؤسسة المياه والصرف الصحي التابعة لسلطات الحوثيين نفذت قبل نحو عام ونصف مشروع رصف في حارتي الدهمية والشحارية بمديرية الـحوك، تضمن ربطًا خاطئًا بين قناة تصريف مياه الأمطار وشبكة المجاري، ما أدى إلى ارتداد مياه الصرف إلى الأحياء السكنية بشكل شبه دائم.
وأكدت المصادر أن عملية الربط تمت بعلم وموافقة المؤسسة الحوثية أثناء تنفيذ المشروع، في ظل غياب أي رقابة فنية أو إدارية، وهو ما فاقم من حجم الكارثة الصحية والبيئية التي تهدد حياة المواطنين.
وأضافت أن أحد المسؤولين المحليين بمديرية الحوك توجه قبل أكثر من شهر ونصف إلى مؤسسة المياه مطالبًا بإصلاح القناة المتضررة، إلا أن المؤسسة، الخاضعة لإدارة الحوثيين، نفت علمها بالربط، وألقت بالمسؤولية على مكتب الأشغال العامة، الذي تبرأ بدوره من المشروع، في صورة تعكس التخبط الإداري والتضارب داخل مؤسسات الحوثي.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤول لا يزال يواجه رفضًا من سلطات الحوثيين المحلية لتحمل المسؤولية أو تحديد الجهة المخولة بمعالجة الخلل، ما يعكس سياسة التهرب من المساءلة التي تنتهجها الميليشيا في إدارتها للخدمات.
وتتفاقم معاناة السكان بمدينة الحديدة في ظل تحول الشوارع إلى بيئة موبوءة، مع انبعاث الروائح وانتشار الأمراض، في الوقت الذي تغيب فيه أي خطط من قبل سلطة الحوثيين لمعالجة الأزمة أو التخفيف من آثارها.
ويؤكد الأهالي أن تجاهل الميليشيا لمعاناتهم يعكس حالة الانهيار الخدمي والإداري التي تعيشها مناطق سيطرتها، وسط فساد مستشرٍ وانعدام للمساءلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news