أدلى عضو مجلس الشورى اليمني، صلاح باتيس، بشهادة مهمة عن سقوط صنعاء بيد الحوثيين عام 2014 ،والحوار الذي دار مع الرئيس هادي، ووزير دفاعه آنذاك محمد ناصر أحمد.
آ يقول باتيس في لقاء مع ''بودكاست مُسند'' الذي يقدمه الإعلامي فهد سلطان -تابعه محرر مأرب برس-، إن الرئيس هادي تردد في اعلان النفير العام، ضد الحوثيين الذين كانوا يحاصرون العاصمة صنعاء قبيل سقوطها؛ مبررًا هذا التردد بوجود المبعوث الاممي الأول جمال بن عمر في صعدة للتحاور مع الحوثي.
وصلاح باتيس قيادي بارز في حزب الإصلاح، من أبناء حضرموت شارك بفاعلية بالثورة الشبابية السلمية 2011، وبعدها كان قريبًا من الرئيس هادي بحكم عمله عضواً في هيئة مراقبة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، التي كان يرأسها هادي، وأيضًا عمله كأمين عام "الاصطفاف الوطني للحفاظ على المكتسبات الوطنية" وحاليًا هو عضو بمجلس الشورى.
شرح باتيس ما حدث بالقول: "حملتُ رسالة المسيرة المليونية في الستين في جمعة الاصطفاف الوطني إلى الرئيس هادي، وكان عنده وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، ورئيس جهاز الأمن القومي علي الأحمدي، ونائب رئيس جهاز الأمن السياسي علي منصور رشيد. فأخرجهم الرئيس، فقلت له: هذا بيان الاصطفاف الوطني لحماية المكتسبات، وكلهم تحت أمرتك، والوضع خطير لا يحتمل التأجيل؛ فإما أن تذهب الآن إلى الإذاعة والتلفزيون، أو نأتي بالإذاعة والتلفزيون إلى هنا، وتُعلن النفير العام ضد جماعة الحوثي، وتحالف قبائل اليمن والاصطفاف الوطني إلى جانب الجيش تحت قيادتك".تردّد الرئيس، وتعلّل بوجود جمال بن عمر في صعدة يُحاور الحوثيين. وبعد نقاش معه، قال لي: "اعرض الأمر على من في الخارج".
خرج باتيس وقال لوزير الدفاع: "لدينا في تحالف قبائل اليمن وهيئة الاصطفاف الوطني عشرة آلاف مقاتل جاهزون إلى جانب الجيش".فقال: "أعطني خمسة آلاف أذهب بهم إلى الجوف، وخمسة آلاف آخذهم إلى الفرقة".. يضيف باتيس: ''فقلت له: "أنا أتحدث عن نفير عام لمواجهة الحوثيين والدفاع عن صنعاء المحاصرة، وأنت تُحدثني عن الجوف والفرقة!".
فردّ قائلاً: "تريدونا أن نعطيكم شرعية، تدقّون الحوثي، وبعدها تدقونا!" أي تنهونا.
ووفق الشهادة غضب باتيس من هذا الرد، ونظر إلى الأحمدي ورشيد وقال لهم: "أيُرضيكم هذا الكلام؟" فبقيا صامتين، لم ينطقا بكلمة واحدة.
عاد باتيس إلى الرئيس هادي وقال له: "أيُرضيك هذا الكلام؟"
فتبسّم، وقال: "هو يمزح معك"!
وبحسب شهادة باتيس، فإن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أخطأ أيضًا في تقدير الموقف، كما أخطأ هادي. فقد ظنّ أنه بإمكانه استخدام الحـوثيين للانتقام من خصومه السياسيين، دون أن يدرك أن الجماعة كانت قد اخترقت كل مفاصل الدولة، وسيطرت على كل شيء في صنعاء بما في ذلك الحرس الذي كان يعوّل عليه، وكانت نتيجة هذا التقدير الخاطئ ما حصل له لاحقًا.
وفي المقابلة، انتقد صلاح باتيس، العمل الحاصل داخل مؤسسات الشرعية، وقال، إن من المؤسف أن عضو مجلس القيادة عيدروس الزبيدي يرفع علم غير علم الدولة ويدعو بشعارات تتنافى مع منصبه، وقد بدأ هذا الاستهتار باليمين الدستوري وكان يجب على مجلس النواب أن يتخذ موقفاً سياسياً حينها.
وطالب باتيس بعودة جميع قيادات الدولة إلى الداخل.. مضيفًا ''هذا إذا أردنا التحرير أو سيأتي جولاني جديد لليمن من الداخل يحررها مثل ما حدث مع سوريا''.. كما طالب بتصحيح أوضاع مؤسسات الدولة والقضاء على الفساد والعبث الممنهج فيها.
وأتس أب
طباعة
تويتر
فيس بوك
جوجل بلاس
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news