أربعة عقود في سلاح الدروع تنتهي بكمين في حوف.. من هو العميد عبدالله زايد؟

     
جهينة يمن             عدد المشاهدات : 561 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أربعة عقود في سلاح الدروع تنتهي بكمين في حوف.. من هو العميد عبدالله زايد؟

لم يكن العميد عبدالله محمد زايد من أولئك الذين يظهرون كثيرا في وسائل الإعلام أو في مناسبات التكريم الرسمي، لكنه كان دائما حاضر في الميدان، حيث تختبر الجاهزية وتبنى سمعة الضباط الحقيقيين.

ومنذ التحاقه بسلاح الدروع مطلع الثمانينات، ظل زايد وفياً لقسمه العسكري، ومخلصاً للجمهورية، منضبطاً حتى اللحظة الأخيرة من حياته، حين قُتل خلال مهمة رسمية في محافظة المهرة، وهو يقود قوة عسكرية في طريقها لتأمين عملية نقل أحد الموقوفين البارزين.

من هو العميد زايد؟

وُلد العميد عبدالله محمد هادي زايد في قرية الظهرة (وادي قُبا)، عزلة الأَحبوب بمديرية الحيمة الداخلية غرب صنعاء، ونشأ في بيئة ريفية متماسكة تقدّر التعليم والانضباط.

التحق العميد بالقوات المسلحة فتى في مطلع شبابه، عام 1983، وانضم إلى سلاح الدروع، الذي سرعان ما أظهر فيه براعة لافتة في هندسة الدبابات وتشغيلها، حتى أصبح مرجعا فنيا وميدانيا في هذا التخصص.

وخلال مسيرته، شارك في عدد من الدورات المتخصصة، وتخرج من معظمها بتقدير "امتياز"، ما أهّله للترقي المتدرج حتى رتبة ملازم ثانٍ في عام 1991.

خلال حرب صيف 1994، كان العميد زايد حينها برتبة "ملازم أول" وقائدا لسرية دبابات، ولعب دوراً بارزاً في معركة ذمار ضد لواء "باصهيب" التابع للقوات الانفصالية، حيث أظهر شجاعة وقدرة على القيادة الميدانية تحت الضغط، وساهم في استعادة مواقع حيوية.

ولم تكن تلك آخر مساهماته الوطنية، فقد كان حريصا على الانخراط في كل مهمة يُكلف بها، دون تردد، وفقا لمعارفه.

ولاحقا، نُقل العميد مع وحدته إلى محافظة المهرة في إطار خطة لإعادة انتشار القوات، وهناك، في العام 2000، عيّن أركان كتيبة الدبابات في معسكر 314 مدرع، قبل أن يكلف لاحقا في الأعوام التالية بقيادة الكتيبة، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى وفاته.

ما يزيد عن عقدين قضاها العميد زايد في المهرة، يقول مقربون منه إنه ظل دائما يمثل رجل توازن واحترام بين المؤسسة العسكرية والسلطات المحلية، بما يتمتع بعلاقات طيبة، ويُعرف عنه من أنه لا ينخرط في النزاعات المناطقية أو التحزبات، ويضع المهمة العسكرية والولاء الوطني فوق كل اعتبار.

وفي الثامن من يوليو 2025، وبعد توقيف الشيخ القبلي الموالي للحوثيين محمد الزايدي في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، تم تكليف العميد زايد بقيادة قوة عسكرية لتحرير الطريق وتأمين عملية نقل الموقوف إلى الغيضة، غير أن القوة تعرّضت لكمين مسلح في منطقة جبلية بمديرية حوف، أسفر عن مقتله وإصابة آخرين من الجنود.

ونعت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة العميد عبدالله زايد، ووصفته بأنه من أبرز ضباطها الميدانيين وأكثرهم التزاماً وتفانيا، مشيدة ببصماته في تطوير القوات المسلحة علمياً وعملياً، وبمسيرته المهنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود.

وأكد بيان النعي أن المؤسسة العسكرية فقدت برحيله أحد ضباطها النادرين، الذين ظلوا على عهدهم بالقسم حتى آخر لحظة.

كان العميد زايد أباً لسبعة أبناء، خمسة ذكور هم: برهان، جلال، إبراهيم محمد، ذو الفقار، وابنتان، هما: رائقة، وتغريد. وإلى جانب التزامه العسكري، عرف عنه حبه لعائلته وارتباطه المستمر بمسقط رأسه في الحيمة الداخلية، رغم استقراره في المهرة.

وعن صفاته الشخصية وأثره داخل وحدته، قال بكر العزب، ركن توجيه كتيبة الدبابات التي كان يقودها العميد زايد: "كنت في مقام الأب لكل أفرادك، وكنت ناصحاُ أمينا، حكيما في إدارة الخلافات، وصاحب كلمة فصل لا تجرح أحدا، كنت تحرص دائماُ على المصلحة العامة ولو على حسابك الشخصي، لم تكن فقط قائداُ، بل إنساناً يحتذى به في الصبر والاحتواء."

وأضاف العزب في حديث عن العميد للمصدر أونلاين: "نجحت في جميع مهامك العسكرية بروح وطنية خالصة، وكنت تفك النزاعات بحكمة رزقك الله إيّاها، وتجمع القلوب بكلمة طيبة وقلب مخلص، عشت حميداً ومت شهيداُ، ولا نامت أعين الجبناء."

برحيل العميد زايد، خسر الجيش واحد من أبطاله الميدانيين، لا سيما في سلاح الدروع الذي كان يعتبر أحد أعمدته المتمرسين، وفق زملاء له، عبروا عن تقديرهم الكبير له، ورأوا أنه مثال للضابط الميداني الصامت، الذي لا يطلب الأضواء ولا يختبئ خلف المكاتب، بل ينجز المهام الصعبة، ويتعامل مع جنوده كأب ومع زملائه كرفيق مهنة، ومع الوطن كقضية لا تُساوَم.

رحل عبدالله زايد، في منتصف عقده السابع من العمر تقريبا، وبقيت سيرته حاضرة في ذاكرة رفاقه ومجتمعه، باعتباره ضابطا آمن بالعلم والانضباط، ومات وهو في مقدمة الصفوف.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار رقم "11 " سيعيد رسم ملامح اليمن الجديد.. ووزير سابق يصفه بـ"الفرصة التاريخية"

نيوز لاين | 495 قراءة 

عيدروس الزبيدي يفجر مفاجأة مدوية بمقترح يلغي دولة الجنوب العربي

نيوز لاين | 440 قراءة 

مأساة على طريق العرقوب في أبين.. النيران تلتهم باص ركاب بالكامل وعدد كبير من الضحايا - صور

المشهد اليمني | 390 قراءة 

إحتراق باص نقل جماعي بمن فيه قادم من السعودية في أبين (صور+الاسماء)

نيوز لاين | 247 قراءة 

مأساة مروعة في أبين.. احتراق باص نقل جماعي ووفاة عشرات الركاب.. صور

نافذة اليمن | 232 قراءة 

الإعلان عن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك كأول مسلم يتولى المنصب

يمن ديلي نيوز | 219 قراءة 

فاجعة.. وفاة نحو 40 مواطنا إثر احتراق باص نقل جماعي في أبين

الصحوة نت | 206 قراءة 

شاب يمني يحقق إنجازاً سياسياً في أمريكا ويخلف أول يمني تولى منصب العمدة

نيوز لاين | 198 قراءة 

وزير يمني سابق يؤكد ان القرار رقم 11 سيعيد رسم ملامح اليمن !

يمن فويس | 191 قراءة 

من هو الفائز برئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني.. العدو الجديد لترامب؟

اليوم برس | 185 قراءة