مشاهدات
مع تصاعد هجمات جماعة الحوثي المدعومة من إيران ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، أفادت تقارير استخباراتية أن إسرائيل تكثف جهودها الدبلوماسية والعسكرية لتشكيل تحالف دولي واسع، يضم الولايات المتحدة وعددًا من حلفائها، من أجل تنفيذ ضربات متجددة ومركزة ضد الحوثيين في اليمن.
وقالت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، الأميركية، في تقرير لها إن هذه التحركات تأتي بعد سلسلة من الهجمات المميتة التي نفذتها الجماعة الإرهابية في الأسابيع الأخيرة، والتي أدت إلى غرق سفينتين تجاريتين ومقتل عدد من أفراد طواقمها، في تصعيد اعتبرته تل أبيب تهديدًا لا يقتصر على أمنها القومي فحسب، بل يمسّ الأمن والاستقرار الدولي في واحد من أهم الممرات المائية العالمية.
ووفقًا لتقارير نُشرت في 10 يوليو الجاري، ترى الحكومة الإسرائيلية أن التهديد الذي يشكله الحوثيون بات عالميًا الطابع، وأن الرد عليه يتطلب استئناف الهجمات العسكرية بقيادة أمريكية، مع إشراك دول أخرى متضررة من تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، خاصة بعد تعثر عمليات تحالف "حارس الرادع" الذي تقوده واشنطن منذ أواخر 2023.
وقد نفّذت إسرائيل آخر غاراتها الجوية ضد مواقع حوثية يوم 7 يوليو، مستهدفة موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف الواقعة تحت سيطرة الجماعة، بالإضافة إلى منشأة طاقة شمال مدينة الحديدة، في رسالة واضحة بأن قواعد الاشتباك قد تتغير إذا استمرت التهديدات.
وفي محاولة لتفادي الاستهداف، باتت العديد من السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر وخليج عدن تبث رسائل عبر أنظمة التتبع العامة AIS تتضمن معلومات حول جنسيات طواقمها ودياناتهم، في مسعى للتأثير على قرار الاستهداف الحوثي.
وبينما أعلنت بعض السفن أن "جميع أفراد الطاقم مسلمون"، أشارت أخرى إلى أنها مملوكة أو مُشغّلة من قبل شركات أو أطقم صينية. وذهبت بعض السفن إلى بث رسائل توحي بوجود حراس مسلحين على متنها، كجزء من سياسة الردع.
رغم هذه الاحتياطات، فإن الخطر ما يزال قائمًا، وقد أدى إلى مضاعفة تكاليف التأمين البحري على الشحنات التجارية عبر البحر الأحمر، بحسب شركات تأمين عالمية. وعلى الرغم من هذه التطورات، أكدت وزارة الدفاع الأميركية في 10 يوليو أنها لم تغيّر موقفها العسكري في المنطقة حتى الآن.
وفي تعليقها على هذه التطورات، قالت بريدجيت تومي، محللة الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن "جماعة الحوثي لم تعد مجرد تهديد لإسرائيل، بل أصبحت تمثل مشكلة أمنية للمجتمع الدولي بأسره".
وأضافت تومي: "ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها، بمن فيهم إسرائيل، التعاون بشكل فعّال للقضاء على التهديد الذي تشكله جماعة الحوثي في البحر الأحمر، باعتباره ممرًا مائيًا دوليًا حيويًا."
وأكدت أن مواجهة هذا التهديد تتطلب استراتيجية شاملة تشمل: "منع الحوثيين من إعادة التسلّح أو إعادة بناء مخازنهم من الأسلحة، وعزل الجماعة عن مصادر تمويلها الدولية، استهداف قياداتها وأصولها بشكل مباشر.
وشدّدت أيضًا على ضرورة أن تنظر كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في سبل محاسبة إيران، بوصفها الداعم الرئيسي والممول العسكري للجماعة الحوثية، والمشغّل الحقيقي للهجمات التي تهدد الأمن البحري والتجارة الدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news