وفاة الفنان هشام نعمان: رحيل الصوت الوطني النقي
بقلوب حزينة وعيون دامعة، نعى الوسط الفني والثقافي في اليمن، اليوم، وفاة الفنان والملحن الوطني هشام عبدالله عبد الوهاب نعمان، نجل الشاعر الكبير "الفضول"، بعد معاناة طويلة مع المرض.
وأكدت مصادر المنتصف نت من اسرة الفقيد صحة الخبر، مشيرة إلى أنه رحل بعد صراع مؤلم مع مرض عضال.
وبعثت عدد من الشخصيات الرسمية و الوطنية برقيات عزاء ومواساة لأسرة الفقيد، أشادة فيها بمناقبه وإسهاماته الوطنية والثقافية، مؤكدًة أن الراحل ينتمي إلى مدرسة فنية ووطنية عريقة، امتدت جذورها إلى قلب اليمن.
إرث فني وطني خالد
الراحل هشام نعمان لم يكن مجرد فنان أو ملحن، بل كان حاملًا لرسالة وطنية بصوته وألحانه.
سار على خطى والده الشاعر "الفضول"، مُجددًا روح الأناشيد الوطنية ومساهمًا في ترسيخ الهوية اليمنية من خلال الفن.
بصوته المميز وإحساسه الوطني، قدّم هشام عشرات الأناشيد التي باتت تُردد في المدارس والساحات والمهرجانات الوطنية، ومن أبرز أعماله:
"كوكتيل وطني": ملحمة غنائية جمعت بين تراث اليمن الأصيل وروح الكبرياء الوطني.
"يا جبال رددي صدانا": أنشودة خالدة تعبّر عن الولاء والانتماء، ولا تزال تُبث في المحافل الرسمية.
فنان وطني قبل كل شيء
لم يكن هشام نعمان مجرد صوت جميل، بل كان همزة وصل بين جيلين، جسّد بجدارته صورة الفنان الملتزم، الذي استخدم الفن كوسيلة لخدمة الوطن، لا للنجومية العابرة.
أكمل مسيرة والده "الفضول"، مُبقيًا على المدرسة اليمنية الأصيلة في الكلمة واللحن، مؤمنًا بأن الوطن أكبر من أي شهرة، وأن الأغنية الوطنية هي الروح الحية التي لا تموت.
تكريم رسمي وغياب مؤلم
حاز الفنان هشام نعمان على تقدير واسع من الجماهير والنخب الثقافية، وعُرف بإخلاصه للفن الهادف.
ورغم كل ما قدّمه، فقد واجه في سنواته الأخيرة مرضًا صعبًا إثر جلطة دماغية، دفعت ناشطين لإطلاق حملات إنقاذ، وسط انتقادات للإهمال الرسمي تجاه أحد أعلام الفن الوطني.
وقد أكد رئيس تحرير المنتصف في برقية عزاء بعثها لاسرة الفقيد أن هشام كان "الصوت الوطني النقي"، مشددًا على أهمية تخليد إرثه الفني كجزء من الذاكرة الوطنية.
وداعًا هشام...
برحيل هشام عبدالله نعمان، يُطوى فصل آخر من فصول الأغنية الوطنية اليمنية.
لكن صوته باقٍ... في كل ساحة، وكل صباح مدرسي، وكل مهرجان يهتف للوطن.
سنظل نردد كلماتك، ونحمل ألحانك في قلوبنا، ونقول:
"وداعًا أيها الصوت الذي يشبه الوطن... وداعًا هشام."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news