العرش نيوز – خاص
كشف الصحفي فارس الحميري، نقلًا عن مصادر دبلوماسية يمنية، أن معظم السفارات والبعثات الدبلوماسية التابعة لليمن حول العالم تواجه خطر الانهيار الكامل نتيجة أزمة مالية حادة، وتجريف ممنهج للكادر المؤهل، إلى جانب قرارات إدارية ومالية وُصفت بـ”الارتجالية”.
وبحسب ما أفاد به الحميري، فإن رواتب الدبلوماسيين اليمنيين منقطعة كليًا منذ مايو 2024، في حين لم يتلقَ الموظفون المحليون في السفارات أي رواتب منذ نحو تسعة أشهر، ما دفع عددًا منهم – خصوصًا من الموظفين الأجانب – إلى اللجوء للقضاء ورفع دعاوى قانونية ضد بعض البعثات اليمنية.
كما أشار إلى أن ميزانيات تشغيلية لم تُصرف منذ مطلع العام الجاري لعدد كبير من السفارات، الأمر الذي اضطرها للعمل في الحد الأدنى من طاقتها التشغيلية، وتواجه اليوم خطر التوقف التام عن أداء خدماتها.
وأوضح الحميري أن قيادة وزارة الخارجية اليمنية قامت منذ أشهر باستدعاء عدد من الدبلوماسيين من البعثات الخارجية إلى ديوان الوزارة في العاصمة المؤقتة عدن، بحجة تفعيل العمل من الداخل، دون وضع أي ترتيبات مالية أو إدارية أو فنية مناسبة. وقد أدى ذلك إلى إفراغ عدد من السفارات من كوادرها المؤهلة، فيما فضّل العديد من المستدعين عدم العودة والاستقرار في بلدان المهجر بسبب ما وصفه بـ”القرارات الارتجالية” وافتقار ديوان الوزارة للبنية التحتية اللازمة.
وتابع الحميري أن العديد من الدبلوماسيين الذين أنهت الوزارة عملهم في الخارج خلال العام الماضي لم يتسلموا مستحقاتهم حتى الآن، رغم مرور عام على إعادتهم، في وقت تشهد فيه السفارات نقصًا حادًا في الكادر المؤهل.
كما انتقد قرارات تعيين مسؤولين ماليين في بعض السفارات، رغم غياب الميزانيات والرواتب، معتبرًا أنها خطوة غير مفهومة في ظل الحاجة الملحّة إلى كوادر دبلوماسية ومختصة لتحريك العمل في هذه البعثات.
وفي سياق متصل، كشف الحميري عن توجيهات صادرة عن وزارة الخارجية بنقل موظفين من وزارات أخرى إلى العمل داخل الوزارة دون المرور بالإجراءات القانونية المعتادة، وهو ما قوبل برفض رسمي من وزارة الخدمة المدنية، في خطوة يرى مراقبون أنها تأتي ضمن سياسة ممنهجة لتجريف السلك الدبلوماسي اليمني واستبداله بأشخاص من خارج الإطار المؤسسي.
وحذر الحميري من أن استمرار هذا التدهور الإداري والمالي قد يؤدي إلى شلل تام في العمل الدبلوماسي اليمني بالخارج، في وقت تحتاج فيه البلاد بشدة إلى تعزيز حضورها الخارجي ومتابعة مصالحها السياسية والاقتصادية في ظل ظروف الحرب والانقسام الداخلي.
غرِّد
شارك
انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
فيس بوك
اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة)
X
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news