في تصعيد لافت في مسار المواجهة الإقليمية، طلبت إسرائيل رسميًا من الولايات المتحدة استئناف ضرباتها الجوية ضد جماعة الحوثي في اليمن، في ظل تصاعد الهجمات التي تنفذها الجماعة باتجاه الأراضي الإسرائيلية وتكثيف عملياتها البحرية في البحر الأحمر.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن تل أبيب بررت طلبها بالزيادة الملحوظة في وتيرة إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة من اليمن نحو العمق الإسرائيلي، إلى جانب ما وصفته بـ"تصاعد الهجمات العنيفة على السفن التجارية" في الممرات المائية الحيوية، ما اعتبرته تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي ومصالحها الاقتصادية.
وكان الحوثيون قد أعلنوا، الخميس، تنفيذ "عملية عسكرية نوعية" استهدفت مطار بن غوريون قرب تل أبيب باستخدام صاروخ باليستي من طراز "ذو الفقار"، في تصعيد هو الأخطر منذ بداية انخراط الجماعة في الصراع الإقليمي بعد حرب غزة.
وفي تطور ميداني آخر، أغرقت الجماعة سفينتين خلال أسبوع واحد، من بينها سفينة الشحن "إيترنيتي سي"، والتي أسفر استهدافها عن مقتل أكثر من 60 شخصًا، وفقًا لما نشرته تقارير غربية، إلى جانب اختطاف عدد من البحارة في عمليات وصفت بأنها غير مسبوقة من حيث الجرأة والخطورة.
وتأتي هذه التطورات بعد أشهر من اتفاق هش لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة عمانية في مايو الماضي، بين الولايات المتحدة والحوثيين، دون تنسيق مباشر مع إسرائيل، الأمر الذي أثار تحفظًا شديدًا داخل الأوساط الأمنية في تل أبيب، التي رأت في الاتفاق تجاهلًا لمصالحها الأمنية في المنطقة.
وتقول مصادر دبلوماسية إن إسرائيل تعتبر التصعيد الحوثي الأخير بمثابة "كسر لقواعد الاشتباك" وتهديدًا يتجاوز البعد المحلي للصراع اليمني، حيث بات الحوثيون يستخدمون الأراضي اليمنية كنقطة انطلاق لهجمات تطال مدنًا إسرائيلية، وخطوط الملاحة العالمية في البحر الأحمر.
وفي المقابل، يحذر محللون يمنيون وإقليميون من أن تلبية واشنطن لهذا الطلب قد تعيد إشعال ساحة الحرب اليمنية، وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تعتبر الأسوأ عالميًا، في وقت يشهد فيه الإقليم توترًا غير مسبوق نتيجة تداعيات الحرب المستمرة في قطاع غزة.
كما حذر مراقبون من أن أي تحرك عسكري أميركي جديد ضد الحوثيين قد يؤدي إلى فتح جبهات جديدة للنزاع في البحر الأحمر، بما يعرض تجارة الطاقة وسلاسل الإمداد العالمية لمزيد من الاضطرابات، في ظل الارتفاع الحاد في أسعار الشحن والتأمين البحري.
وحتى الآن، لم تصدر الإدارة الأميركية أي موقف رسمي من الطلب الإسرائيلي، في وقت تحاول فيه إدارة بايدن موازنة أولوياتها في الشرق الأوسط وسط تصاعد الأزمات في غزة ولبنان والعراق واليمن، والقلق المتنامي من اتساع رقعة المواجهة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news