مافيا صناعة الأزمات في تعز
قبل 4 دقيقة
مدينة تعز، قلب اليمن النابض، باتت اليوم مسرحًا مفتوحًا لتجار الأزمات وذوي النفوذ الذين يتغذّون على أنين المواطنين
.
أزمة بعد أخرى تتكاثر كالفطر، بينما المواطن يحفر في الأرض بحثًا عن الماء، ويشعل الحطب لينير ليله في غياب الكهرباء، ويسابق الشمس لتعبئة اسطوانة غاز أضحت حلمًا بعيد المنال.
الأزمة ليست عابرة.. إنها مدبرة.
في تعز، لم تعد الأزمات وليدة الظروف أو نتائج الحرب فحسب، بل تُصنع وتُدار بوعي كامل من قبل مافيا متنفذة، تعمل لصالح أجندات حزبية ضيقة، أو تجد في تقويض الحياة المدنية وسيلة لتمكين الحوثي وتحقيق أهداف خفية.
الكهرباء والماء.. رهينة صفقات مشبوهة
انقطاع الماء والكهرباء لم يعد نتيجة ضعف الإمكانيات، بل نتيجة افتعال متعمد واحتكار ممنهج. صهاريج الماء تُدار من خلف الكواليس، ويُعاد بيعها للمواطن بسعر السوق السوداء. أما الكهرباء، فقد تحولت إلى امتياز خاص لأصحاب المولدات، بينما تغيب الدولة عن المشهد تمامًا.
فساد رأسي.. وبنك لا يرى إيرادات
محافظ تعز، نبيل شمسان، متهم بالتواطؤ أو الغياب، وسط معلومات تؤكد عدم توريد الإيرادات المحلية إلى البنك المركزي. مليارات الريالات تُجمع يوميًا من الضرائب والرسوم، لكنها لا تجد طريقها إلى خزينة الدولة. أين تذهب؟ ومن المستفيد؟ أسئلة لا يجيب عنها سوى الصمت.
الفاعل معروف.. والأزمات تُستخدم كورقة ضغط
في خلفية المشهد، يبرز حزب الإصلاح كأحد المستفيدين من استمرار التدهور. تُتهم قياداته بإدارة شبكات توزيع الغاز والماء والكهرباء، وتحصيل جبايات خارج القانون، في حين تُستخدم الأزمات كأداة لفرض السيطرة السياسية وإبعاد كل صوت خارج المعادلة.
تعز تستحق حياة أفضل
ما يحدث في تعز ليس قدرًا، بل تواطؤًا. المدينة التي قاومت الحصار والجراح، لا تستحق أن تُسلّم لمافيات متاجرة بالألم. آن الأوان لكسر الصمت، وكشف المستور، والوقوف بوجه من يصنع الجوع ويبيع النور ويمنع الماء.. فقط لتستمر مصالحه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news