في تطور دولي لافت، فجّرت روسيا مفاجأة مدوية برفضها القاطع لمحاولة أمريكية لنسف اتفاق الحديدة، الذي يمثل أحد آخر الخطوط الحمراء التي تمنع انزلاق اليمن إلى جولة جديدة من التصعيد العسكري في الساحل الغربي.
خلال جلسة مغلقة في مجلس الأمن، أكد نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن بلاده تعارض بشكل حازم المساعي الأمريكية الرامية إلى إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، محذرًا من أن هذه الخطوة "ستخلق فراغًا خطيرًا في واحدة من أكثر مناطق اليمن حساسية".
وأضاف بوليانسكي أن البعثة الأممية – التي تراقب تنفيذ اتفاق ستوكهولم منذ عام 2019 – لعبت دورًا حيويًا في تثبيت الهدوء وتقليل حدة التوترات في البحر الأحمر، كما سهّلت بشكل ملموس وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين دون تعطيل.
في المقابل، شنت المندوبة الأمريكية هجومًا لاذعًا على البعثة، متهمة إياها بـ"عدم الفاعلية"، وزعمت أن الأحداث تجاوزت مهامها، داعية إلى عدم تمديد عملها، والذي ينتهي رسميًا الإثنين المقبل.
وجاءت هذه الدعوة الأمريكية، حسب مراقبين، ضمن حراك أوسع للضغط على حكومة صنعاء، بعد فشل واشنطن عسكريًا في وقف العمليات البحرية اليمنية الداعمة لغزة، والتي استهدفت سفنًا تجارية مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر.
وتعكس التصريحات الروسية حجم الانقسام داخل مجلس الأمن حيال مستقبل بعثة الحديدة، في وقت تستعد فيه الأمم المتحدة لعقد جلسة مصيرية يُفترض أن يتم فيها التصويت على تمديد مهام البعثة لعام إضافي.
ويرى محللون أن التحرك الأمريكي ليس بريئًا، بل يأتي في إطار محاولة خلق حالة من الفوضى في الساحة الغربية لليمن، بهدف الضغط على صنعاء لوقف دعمها لغزة، بعد أن فشلت الحملات العسكرية الأمريكية والبريطانية في كبح العمليات اليمنية التي طالت عمق المصالح الغربية في البحر الأحمر.
الوسوم
أمريكا
الحديدة
الحوثي
اليمن
روسيا
صنعاء
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news