ماذا لو أخرج البخيتي الناس من الدين؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 327 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ماذا لو أخرج البخيتي الناس من الدين؟

يريد الرفيق علي البخيتي أن ينسف متعقدات عمرها ١٤٠٠ سنة من خلال صفحة فيس بوك يطل من خلالها بقنينة نبيذ أو وسكي، ويجدف على الأديان، ويمارس ازدراء وتحقير وتشنيع على أتباع كل ديانة، ويصفها بأقذع الألفاظ، وهذا أمر يتنافى تماما مع القيم العلمانية التي تفرض احتراما كبيرا لكل دين ومعتقد، وتكفل لكل مريد ممارسة طقوسه بكل حرية، في أي مكان وزمان، هذا إذا اعتبرنا البخيتي علمانيا أو حتى ملحدا.

وعلى أن البخيتي يفهم أن له الحق أن يؤسس دكان الكفر كما يسميه، ويمارس فيه حريته المطلقة، لكن يغيب عنه حق الآخرين في البقاء على معتقداتهم، دون أن يزعزع أحد تلك القناعات والأفكار بأي طريقة كانت.

ومع قناعتي أن البخيتي سيرتد ذات يوم على أفكاره الحالية، كما أرتد من قبل على الدين، لكن لنفترض جدلا أنه نجح في إخراج الناس من الدين، وبات الجميع ملحدا وضالا وبدون يقين تجاه أي شيء.

تخيلوا ماذا سيحل ببلد مثل اليمن التي يعتنق فيها ما نسبته ٩٩٪؜ من الناس الإسلام، تخيلوا أن قرابة ٣٠ مليون نسمة يفقدون إيمانها بالله، ويتحررون تماما من أي قيم وأخلاقيات تتصل بالدين، يتحررون تماما من شيء اسمه حرام وحلال ورب وحساب وعقاب، جنة للصالحين ونار للمجرمين؟

تخيلوا فقط الفراغ الذي سيتركه الدين، والمعتقدات سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، تخيلوا نمط الحياة، وما سيكون عليه الناس.

قد يقول ملحد في هذه الجزئية، وهل الناس ملتزمون بقيم الدين وأخلاقياته، في ظل ما نعيشه من فساد وظلم وحروب وجرائم، كذب وغش وسرقة وخيانة ونفاق… الخ

سأجيب لا، وأزيد أن جميع الناس لا تتقيد بتعاليم الدين، لكن لو بحثنا عن نسبة المنفلتين عن تلك القيم نستطيع أن نحصرهم بعدد، فضلا عن أن هذا العدد مقيد بمخاوف الدين، ويعصي بحدود ودوافع ضيقة، فضلا عن تفاوت ذلك العدد من حيث الممارسات، مثلا من يكذب ويسرق أو يغش لا يقتل، أو حتى يشرب الخمور، أو يقطع الصلاة.

ويمكن القول أن الأغلبية الساحقة للمؤمنين محكومون سلوكيا بالدين، وفي حال فقدوا هذا الإيمان لن يكون لديهم أي كوابح سلوكية تجاه أي شيء في هذا الكوكب.

سيقول ملحد آخر إن الدولة والأنظمة والقوانين كفيلة ينتظم حياة الناس، وتربيتهم، وسنقول له إن الدولة بكل قوانينها وانظمتها لن تكون بديلا عن الإيمان، ولا أقوى منه، ذلك أن الإيمان كابح داخلي لا يستوجب أدلة وبراهين، في حين أن الدولة، كابح خارجي، ومجموعة قوانين ونصوص تبني أحكامها على ما هو ظاهر فقط' ولطالما وظلمت أبرياء وأنصفت مجرمين.

خلاصة ما أريد إيصاله، لاسيما بعد أن سمعت فتوى دينية ضد البخيتي، أنه لا يحق تقييد حرية البخيتي ولا ممارسة وصاية على أفكاره، ولا يحق له نفسه أن يزدري الأديان ويسفه اتباعها، وليمارس كل كائن على هذا الكوكب طقوسه ومعتقداته كما يريد دون إكراه الناس أو حتى تحريضهم على ترك ما يؤمنون به.

وعن نفسي لست متدينا ولست ملحدا، ولي قناعاتي الخاصة تجاه الدين والعلم، انظم من خلالها حياتي دون أدنى رغبة في مشاركتها الآخرين، لإيماني العميق أننا نعيش في زمن تجاوز فكرة المناظرات حول حقيقة الوجود، وما كان قبل آدم والانفجار العظيم، ذلك أن الإثبات أو النفي لا يمثل أي أهمية للبشرية.

على أن ما يشكل أولوية الأمم والشعوب المطحونة حالنا، هو البحث عن ما يوقف الحروب والجوع والفقر والمرض، وغير ذلك من الهموم والأوجاع، وعلى ما يمكن أن يكون بداية للسلام والتعايش والتسامح والانطلاق نحو المستقبل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد| بعد اتفاق غزة.. ماذا قالت إسرائيل عن حربها مع اليمن؟

يمن إيكو | 599 قراءة 

موقع إسرائيلي يكشف تفاصيل عن واقعة اكتشاف خزنة تاريخية في عدن

الوطن العدنية | 505 قراءة 

مراقبون: حضرموت تقطع الطريق أمام العصابة التي دمرت عدن

موقع الجنوب اليمني | 339 قراءة 

حسم الجدل..كشف هوية المالك الحقيقي لفيلا جزيرة العمال بعدن

نيوز لاين | 321 قراءة 

اللواء بن بريك يعلن موقفه من فعالية الانتقالي لإحياء ثورة ١٤ اكتوبر بشبام حضرموت

مراقبون برس | 294 قراءة 

مفاجأة في عدن: بنك شهير لا يحتوي سوى على 40ألف ريال و200 دولار!

نيوز لاين | 270 قراءة 

​تصريح خطير.. الحو ثي يستعد لهذا الامر في صنعاء

كريتر سكاي | 269 قراءة 

ثورة الفنانين الجائعين في صنعاء ترعب الحوثي… والجماعة تهدد: ”لا يشكو من الوضع المعيشي إلا عميل”

المشهد اليمني | 226 قراءة 

سيارة جنازة الفنان ” علي عنبة” تثير الجدل والجالية اليمنية تكشف الحقيقة الصادمة

المشهد اليمني | 218 قراءة 

عراقجي يكشف سبب رفض إيران المشاركة في "قمة شرم الشيخ للسلام"

العين الثالثة | 200 قراءة