ماذا لو أخرج البخيتي الناس من الدين؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 349 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ماذا لو أخرج البخيتي الناس من الدين؟

يريد الرفيق علي البخيتي أن ينسف متعقدات عمرها ١٤٠٠ سنة من خلال صفحة فيس بوك يطل من خلالها بقنينة نبيذ أو وسكي، ويجدف على الأديان، ويمارس ازدراء وتحقير وتشنيع على أتباع كل ديانة، ويصفها بأقذع الألفاظ، وهذا أمر يتنافى تماما مع القيم العلمانية التي تفرض احتراما كبيرا لكل دين ومعتقد، وتكفل لكل مريد ممارسة طقوسه بكل حرية، في أي مكان وزمان، هذا إذا اعتبرنا البخيتي علمانيا أو حتى ملحدا.

وعلى أن البخيتي يفهم أن له الحق أن يؤسس دكان الكفر كما يسميه، ويمارس فيه حريته المطلقة، لكن يغيب عنه حق الآخرين في البقاء على معتقداتهم، دون أن يزعزع أحد تلك القناعات والأفكار بأي طريقة كانت.

ومع قناعتي أن البخيتي سيرتد ذات يوم على أفكاره الحالية، كما أرتد من قبل على الدين، لكن لنفترض جدلا أنه نجح في إخراج الناس من الدين، وبات الجميع ملحدا وضالا وبدون يقين تجاه أي شيء.

تخيلوا ماذا سيحل ببلد مثل اليمن التي يعتنق فيها ما نسبته ٩٩٪؜ من الناس الإسلام، تخيلوا أن قرابة ٣٠ مليون نسمة يفقدون إيمانها بالله، ويتحررون تماما من أي قيم وأخلاقيات تتصل بالدين، يتحررون تماما من شيء اسمه حرام وحلال ورب وحساب وعقاب، جنة للصالحين ونار للمجرمين؟

تخيلوا فقط الفراغ الذي سيتركه الدين، والمعتقدات سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، تخيلوا نمط الحياة، وما سيكون عليه الناس.

قد يقول ملحد في هذه الجزئية، وهل الناس ملتزمون بقيم الدين وأخلاقياته، في ظل ما نعيشه من فساد وظلم وحروب وجرائم، كذب وغش وسرقة وخيانة ونفاق… الخ

سأجيب لا، وأزيد أن جميع الناس لا تتقيد بتعاليم الدين، لكن لو بحثنا عن نسبة المنفلتين عن تلك القيم نستطيع أن نحصرهم بعدد، فضلا عن أن هذا العدد مقيد بمخاوف الدين، ويعصي بحدود ودوافع ضيقة، فضلا عن تفاوت ذلك العدد من حيث الممارسات، مثلا من يكذب ويسرق أو يغش لا يقتل، أو حتى يشرب الخمور، أو يقطع الصلاة.

ويمكن القول أن الأغلبية الساحقة للمؤمنين محكومون سلوكيا بالدين، وفي حال فقدوا هذا الإيمان لن يكون لديهم أي كوابح سلوكية تجاه أي شيء في هذا الكوكب.

سيقول ملحد آخر إن الدولة والأنظمة والقوانين كفيلة ينتظم حياة الناس، وتربيتهم، وسنقول له إن الدولة بكل قوانينها وانظمتها لن تكون بديلا عن الإيمان، ولا أقوى منه، ذلك أن الإيمان كابح داخلي لا يستوجب أدلة وبراهين، في حين أن الدولة، كابح خارجي، ومجموعة قوانين ونصوص تبني أحكامها على ما هو ظاهر فقط' ولطالما وظلمت أبرياء وأنصفت مجرمين.

خلاصة ما أريد إيصاله، لاسيما بعد أن سمعت فتوى دينية ضد البخيتي، أنه لا يحق تقييد حرية البخيتي ولا ممارسة وصاية على أفكاره، ولا يحق له نفسه أن يزدري الأديان ويسفه اتباعها، وليمارس كل كائن على هذا الكوكب طقوسه ومعتقداته كما يريد دون إكراه الناس أو حتى تحريضهم على ترك ما يؤمنون به.

وعن نفسي لست متدينا ولست ملحدا، ولي قناعاتي الخاصة تجاه الدين والعلم، انظم من خلالها حياتي دون أدنى رغبة في مشاركتها الآخرين، لإيماني العميق أننا نعيش في زمن تجاوز فكرة المناظرات حول حقيقة الوجود، وما كان قبل آدم والانفجار العظيم، ذلك أن الإثبات أو النفي لا يمثل أي أهمية للبشرية.

على أن ما يشكل أولوية الأمم والشعوب المطحونة حالنا، هو البحث عن ما يوقف الحروب والجوع والفقر والمرض، وغير ذلك من الهموم والأوجاع، وعلى ما يمكن أن يكون بداية للسلام والتعايش والتسامح والانطلاق نحو المستقبل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

اندلاع اشتباكات بين مواطنين والافارقة عقب سيطرتهم على قريتهم وحملة عسكرية تهجر اليمنيين

كريتر سكاي | 413 قراءة 

بحيرة يسكنها الجن في شبوة تثير الدهشه

كريتر سكاي | 357 قراءة 

ضغوط لإعادة تشغيل مطار صنعاء وتوجهات لتحديث أسطول اليمنية

المشهد اليمني | 328 قراءة 

وزير الأوقاف السابق: مطار المخا إنجاز وطني يخدم ملايين اليمنيين ولا يجوز حشر السياسة في مشاريع التنمية

حشد نت | 321 قراءة 

اشتباكات وقصف متبادل بين مليشيا الحوثي و‘‘دفاع شبوة’’ والطيران يتدخل

المشهد اليمني | 304 قراءة 

تقرير خبراء مجلس الأمن يسرد تفاصيل “صادمة” عن فرقة “الزينبيات” التابعة للحوثيين ودورها الإستخباراتي “الخطير”

بران برس | 281 قراءة 

اشتباكات وقصف مدفعي.. الحوثيون يسيطرون على مخيم للمهاجرين الأفارقة في صعدة بسبب خلافات حول تهريب المخدرات (فيديو)

المشهد اليمني | 276 قراءة 

استنفار مفاجئ للأطباء الجراحين في صنعاء

نيوز لاين | 271 قراءة 

تصويت جديد لمجلس الأمن على تجديد العقوبات

نافذة اليمن | 246 قراءة 

قصة نجاة مذهلة على الحدود: مغترب يمني يروي كيف نجا من الموت بفضل عمال إرتيريين

المشهد اليمني | 242 قراءة