ماذا لو أخرج البخيتي الناس من الدين؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 367 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ماذا لو أخرج البخيتي الناس من الدين؟

يريد الرفيق علي البخيتي أن ينسف متعقدات عمرها ١٤٠٠ سنة من خلال صفحة فيس بوك يطل من خلالها بقنينة نبيذ أو وسكي، ويجدف على الأديان، ويمارس ازدراء وتحقير وتشنيع على أتباع كل ديانة، ويصفها بأقذع الألفاظ، وهذا أمر يتنافى تماما مع القيم العلمانية التي تفرض احتراما كبيرا لكل دين ومعتقد، وتكفل لكل مريد ممارسة طقوسه بكل حرية، في أي مكان وزمان، هذا إذا اعتبرنا البخيتي علمانيا أو حتى ملحدا.

وعلى أن البخيتي يفهم أن له الحق أن يؤسس دكان الكفر كما يسميه، ويمارس فيه حريته المطلقة، لكن يغيب عنه حق الآخرين في البقاء على معتقداتهم، دون أن يزعزع أحد تلك القناعات والأفكار بأي طريقة كانت.

ومع قناعتي أن البخيتي سيرتد ذات يوم على أفكاره الحالية، كما أرتد من قبل على الدين، لكن لنفترض جدلا أنه نجح في إخراج الناس من الدين، وبات الجميع ملحدا وضالا وبدون يقين تجاه أي شيء.

تخيلوا ماذا سيحل ببلد مثل اليمن التي يعتنق فيها ما نسبته ٩٩٪؜ من الناس الإسلام، تخيلوا أن قرابة ٣٠ مليون نسمة يفقدون إيمانها بالله، ويتحررون تماما من أي قيم وأخلاقيات تتصل بالدين، يتحررون تماما من شيء اسمه حرام وحلال ورب وحساب وعقاب، جنة للصالحين ونار للمجرمين؟

تخيلوا فقط الفراغ الذي سيتركه الدين، والمعتقدات سواء اتفقنا معها أو اختلفنا، تخيلوا نمط الحياة، وما سيكون عليه الناس.

قد يقول ملحد في هذه الجزئية، وهل الناس ملتزمون بقيم الدين وأخلاقياته، في ظل ما نعيشه من فساد وظلم وحروب وجرائم، كذب وغش وسرقة وخيانة ونفاق… الخ

سأجيب لا، وأزيد أن جميع الناس لا تتقيد بتعاليم الدين، لكن لو بحثنا عن نسبة المنفلتين عن تلك القيم نستطيع أن نحصرهم بعدد، فضلا عن أن هذا العدد مقيد بمخاوف الدين، ويعصي بحدود ودوافع ضيقة، فضلا عن تفاوت ذلك العدد من حيث الممارسات، مثلا من يكذب ويسرق أو يغش لا يقتل، أو حتى يشرب الخمور، أو يقطع الصلاة.

ويمكن القول أن الأغلبية الساحقة للمؤمنين محكومون سلوكيا بالدين، وفي حال فقدوا هذا الإيمان لن يكون لديهم أي كوابح سلوكية تجاه أي شيء في هذا الكوكب.

سيقول ملحد آخر إن الدولة والأنظمة والقوانين كفيلة ينتظم حياة الناس، وتربيتهم، وسنقول له إن الدولة بكل قوانينها وانظمتها لن تكون بديلا عن الإيمان، ولا أقوى منه، ذلك أن الإيمان كابح داخلي لا يستوجب أدلة وبراهين، في حين أن الدولة، كابح خارجي، ومجموعة قوانين ونصوص تبني أحكامها على ما هو ظاهر فقط' ولطالما وظلمت أبرياء وأنصفت مجرمين.

خلاصة ما أريد إيصاله، لاسيما بعد أن سمعت فتوى دينية ضد البخيتي، أنه لا يحق تقييد حرية البخيتي ولا ممارسة وصاية على أفكاره، ولا يحق له نفسه أن يزدري الأديان ويسفه اتباعها، وليمارس كل كائن على هذا الكوكب طقوسه ومعتقداته كما يريد دون إكراه الناس أو حتى تحريضهم على ترك ما يؤمنون به.

وعن نفسي لست متدينا ولست ملحدا، ولي قناعاتي الخاصة تجاه الدين والعلم، انظم من خلالها حياتي دون أدنى رغبة في مشاركتها الآخرين، لإيماني العميق أننا نعيش في زمن تجاوز فكرة المناظرات حول حقيقة الوجود، وما كان قبل آدم والانفجار العظيم، ذلك أن الإثبات أو النفي لا يمثل أي أهمية للبشرية.

على أن ما يشكل أولوية الأمم والشعوب المطحونة حالنا، هو البحث عن ما يوقف الحروب والجوع والفقر والمرض، وغير ذلك من الهموم والأوجاع، وعلى ما يمكن أن يكون بداية للسلام والتعايش والتسامح والانطلاق نحو المستقبل.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مهندس أمن عبدالملك الحوثي… غارة إسرائيلية تنهي مسار الطبطبائي بعد مهمته في اليمن

حشد نت | 917 قراءة 

ورد الآن.. نجاة محافظ تعز وقائد محور طور الباحة من كمين مسلح في طريق هيجة العبد غربي لحج

بران برس | 615 قراءة 

شلل قيادي في صنعاء.. قيادات الحوثي تختفي وسط الغارات الإسرائيلية

حشد نت | 564 قراءة 

شاهد بالصورة.. مشهد غير مسبوق عقب وصول الرماد البركاني بذمار

كريتر سكاي | 550 قراءة 

الرواية الرسمية لمحاولة اغتيال محافظ تعز وقائد محور طور الباحة.. مقتل 5 مرافقين و2 مهاجمين

بران برس | 541 قراءة 

نجاة محافظ تعز وقائد محور طور الباحة من محاولة اغتيال ومقتل أحد المرافقين

تهامة 24 | 468 قراءة 

مصادر حكومية: انفراج مرتقب في صرف المرتبات وتحولات اقتصادية تعزز فرص الاستقرار

الأمناء نت | 447 قراءة 

سحابة رماد بركاني من إثيوبيا تصل اليمن وسقوط غبار داكن على عدة مناطق

شروين المهرة | 442 قراءة 

متى ستتلاشى موجة رماد بركان إثيوبيا من اليمن؟ إليك الإجابة

المشهد اليمني | 426 قراءة 

يقدم على قتل اثنين من أخواله وطفل إلى جوارهم ويلوذ بالفرار.. وهكذا كانت نهايته

المشهد اليمني | 405 قراءة