تتزايد المؤشرات على تحوّل جماعة الحوثي إلى قوة بحرية متمردة تمارس أفعالاً أقرب إلى الإرهاب البحري، بعد أنباء عن احتجازها 6 من أفراد طاقم سفينة شحن يونانية كانت قد أغرقتها في وقت سابق هذا الأسبوع في البحر الأحمر.
وأفادت مصادر أمنية بحرية، اليوم الخميس، أن الحوثيين يحتجزون 6 من أصل 22 فرداً من طاقم السفينة «إترنيتي سي»، والتي تعرضت لهجوم دموي أسفر عن غرقها ومقتل 4 على الأقل من طاقمها، الذي يتألف من 21 فلبينياً وروسي واحد.
وفيما أعلنت الجماعة، الأربعاء، أنها أنقذت بعض أفراد الطاقم دون تقديم أي تفاصيل، تؤكد المصادر الغربية أن هناك عملية إنقاذ جارية في المنطقة لمحاولة الوصول إلى بقية أفراد الطاقم.
السفينة «إترنيتي سي» تُعدّ الثانية التي تغرق خلال أيام بعد السفينة «ماجيك سيز»، ما يسلط الضوء على تصعيد خطير تقوده الجماعة الحوثية في البحر الأحمر، تحت ذريعة استهداف السفن المرتبطة بالموانئ الإسرائيلية. غير أن هذه العمليات، بحسب مراقبين، تتجاوز الطابع السياسي المعلن، وتُظهر تحول الجماعة إلى كيان مسلح عابر للحدود، يُهدد الأمن البحري العالمي.
وتقول الحكومة اليمنية إن الحوثيين ينفذون أجندة إيرانية تهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة، وإرباك مسارات السلام المتعثرة في اليمن. وتضيف أن التصعيد الحوثي البحري هو محاولة للهروب من استحقاقات الحل السياسي بعد انخراط الجماعة في المواجهة الإقليمية منذ أواخر 2023.
وبينما توثق الجماعة هجماتها عبر منصاتها الإعلامية كما حدث مع السفينة «ماجيك سيز»، التي أعلنت أنها قامت بتفخيخها وتفجيرها، فإن صمتها بشأن مصير المحتجزين من طاقم «إترنيتي سي» يثير القلق من تحولهم إلى رهائن في معركة سياسية وأمنية تتسع دائرتها.
وتحذر تقارير دولية من أن استمرار هذه الهجمات دون ردع سيحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة مفتوحة، ليس فقط ضد مصالح تجارية، بل ضد النظام الملاحي العالمي بأسره، ويمنح الحوثيين أوراق ضغط تتجاوز حدود اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news