العربي نيوز:
تلقت جمهورية مصر العربية، ضربة مباغتة وصفت بالقوية والعنيفة لأمنها واقتصادها القوميين، وتسببت في شل مصر والمصريين، وعزلها عن العالم، على صعيد الاتصالات الداخلية والدولية، وشبكة الانترنت، والمعاملات الحكومية الرقمية والمعاملات المالية والبورصة المصرية، باحتراق سنترال رمسيس، "قلب مصر النابض وعصب اتصالاتها".
وتسبب حريق هائل شب في مبنى "سنترال رمسيس" العتيق، وسط العاصمة المصرية القاهرة، في تعطل 120 مليون هاتف محمول وتوقف الخدمات المصرفية والمعاملات الرقمية، والخاصة بدفع رسوم خدمات الكهرباء والغاز الطبيعي والاتصالات والإنترنت، حتى دفع أقساط المدارس والخدمات التعليمية، على نحو اكد ان السنترال "عصب مصر".
شاهد.. حريق يتلهم عصب مصر واتصالاتها (فيديو)
وفقا للمهندس في الجهاز القومي للاتصالات مجدي الهنداوي، فقد وصف في حديثه لـ "الجزيرة مباشر"السنترال الذي تأسس قبل نحو 100 عام بأنه "أحد أقدم وأهم السنترالات في مصر، ويعد القلب النابض لشبكة الاتصالات القومية". مشددا على أهمية السنترال الاستراتيجية في دعم البنية التحتية لقطاع الاتصالات والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات.
موضحا أن السنترال الذي يقع في وسط القاهرة اسمه من شارع رمسيس، أحد أشهر وأهم شوارع العاصمة، وهو موقع مركزي، يؤدي دورا مهما على صعيد ربط الشبكات لكافة المدن وليس للقاهرة فقط. وأشار إلى أن التقديرات تفيد بأن نحو 50% من حركة الاتصالات المحلية والدولية تمر عبر هذه البؤرة التكنولوجية المهمة للغاية.
شاهد.. النيران تلتهم سنترال رمسيس في مصر (فيديو)
وإلى جانب شبكات المحمول التي تضررت خدماتها، يوصف سنترال رمسيس، وفق مجلس الوزراء، بأنه أهم مركز لتوزيع شبكة الهاتف الأرضي إذ يربط القاهرة بمختلف المدن، مؤكدا أن السنترال تزايدت أهميته بعد إدخال تعديلات وتحسينات على شبكة الألياف البصرية الحديثة (FIBER OPTICS) التي طورت كثيرا من خدمة الاتصالات في مصر.
المهندس الهنداوي اوضح أنه "ومع مرور الزمن وتعاقب الحكومات زادت مركزية السنترال وصولا إلى اعتباره أحد أكبر غرف الربط البيني (INTERCONNECTION ROOMS) في مصر، التي تستخدمها العديد من شركات الاتصالات الخاصة مثل فودافون وأورانج واتصالات".
أكثر من هذا، أن تلك الغرف توصف حسب ما يقول المهندس المتخصص، مجدي الهنداوي بأنها "البنية الأساسية الأهم التي تعتمد عليها شركات الاتصالات الخاصة والدولية، والتي تمرر من خلالها العديد من البيانات إلى الشبكات الدولية بمختلف أنحاء العالم".
ورفض مسؤولون من شركات الاتصالات الرد على استفسارات، بشأن محورية المبنى، لكن مسؤولا في شركة “أورانج”، اشترط عدم ذكر اسمه، قال إن كون السنترال محورا مهما أمر لا يدعو إلى الفخر، معتبرا أن تركيز كل هذه المهام في مكان واحد على مدى السنوات الماضية كان خطأ استراتيجيا.
تمر، عبر هذا المبنى العتيق وطوابقه العشرة كوابل الألياف الضوئية الإقليمية والدولية التي تمثل شرايين الإنترنت في مصر، ما يتطلب تأمينا من نوع استثنائي، وخصوصا في أوقات ذروة الخدمة وارتفاع درجات الحرارة. كما يحتوي السنترال وحدات بالغة التعقيد للعديد من الوحدات التي تستضيف البيانات (DATA HOSTING UNITS).
وتخصص هذه البيانات لخدمات الحوسبة السحابية والأرشفة المؤسسية، وهي بنية أساسية تعتمد عليها مؤسسات حكومية وخاصة في تخزين بياناتها وتشغيل مختلف المنصات على الإنترنت طبقا للمجلس القومي للاتصالات، الذي يقول أيضا إن هذا السنترال الحيوي كان يستعد لطفرة رقمية جديدة والتحول إلى مركز بيانات بالغ التقدم والحساسية.
اقتصاديا، يعد هذا السنترال مصدرا مهما للعملة الأجنبية بدخل يتجاوز 200 مليون دولار سنويا من خلال خدمة المرور التي تقدمها الشركة المصرية للاتصالات للعديد من شركات الاتصالات العالمية، وذلك على خلفية استضافة الأراضي المصرية لبعض كوابل الإنترنت الدولية نتيجة موقعها الجغرافي المتميز بين آسيا وأوروبا.
ويوصف سنترال رمسيس، حسب مجلس الوزراء، بأنه جزء مهم من البنية التحتية الوطنية للبيانات، حيث يحتوي على خوادم وأجهزة نقل بيانات للوزارات والمؤسسات المالية والشركات الحكومية وغيرها. كما يعمل السنترال نقطةَ الدخول الأساسية لدوائر الألياف البصرية البحرية الدولية، التي يتم نقلها من محطات الإنزال القريبة من مدينة الإسكندرية.
كما يضم مبنى سنترال رمسيس نقطة تبادل الإنترنت في القاهرة التي توفر وصلات مباشرة بين جميع مزوّدي خدمات الإنترنت الرئيسيين داخل البلاد. وقد احتضن المبنى نقطة تبادل الإنترنت الإقليمية في القاهرة التي كانت تُصنَّف أكبرَ نقطة تبادل إنترنت في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
يشار إلى أن مراقبين، سياسيين مصريين، لم يستبعدوا أن "يكون الحريق في مبنى سنترال رمسيس، مفتعلا ومدبرا، من جهات معادية لمصر، وفي مقدمها الكيان الاسرائيلي". مطالبين في المقابل "اجهزة الامن المصرية، بالاسراع في اجراءات التحقيقات والكشف عنها للمصريين والعالم بكل شفافية".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news