من الزايدي الى هشام شرف.. ما وراء هذا التسرب الصامت لقيادات الحوثي؟

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من الزايدي الى هشام شرف.. ما وراء هذا التسرب الصامت لقيادات الحوثي؟

في مؤشر يعكس حجم الأزمة العميقة داخل الجماعة الحوثية، تشهد العاصمة صنعاء ومناطق نفوذ الجماعة حراكًا خفيًا ومتصاعدًا لفرار قياداتها السياسية والعسكرية، وسط حالة من الترقب والتوجس والانهيار المعنوي الذي بدأ يتسلل إلى قمة هرم السلطة غير المعترف بها.

الوقائع الأخيرة، التي بدت للوهلة الأولى متفرقة، تتكشّف اليوم كخيوط مترابطة لحالة انهيار داخلي حقيقي. القيادي الأمني البارز محمد أحمد الزايدي، ضُبط أثناء محاولته مغادرة البلاد عبر منفذ صرفيت الحدودي بمحافظة المهرة، بعد رصد تحركاته ومحاولة عبوره بجواز دبلوماسي مزيف صادِر عن سلطة الحوثيين في صنعاء.

لم تكن محاولة الزايدي الأولى، لكن توقيتها وحده يكفي لتسليط الضوء على حجم الفوضى والارتباك في غرف قيادة الجماعة، إذ أن فرار شخصية محسوبة على الجهاز الأمني لا يمكن عزله عن حجم التصدع الذي بات يهدد تماسك الجماعة، ولا عن الشكوك المتنامية داخل صفوفها بشأن جدوى استمرار المشروع الحوثي أمام حصار إقليمي وضربات عسكرية متصاعدة.

في الاتجاه الجنوبي، وعلى نحو متزامن، وصل هشام شرف عبد الله، وزير الخارجية السابق في حكومة الحوثيين، إلى مطار عدن الدولي قادمًا من الخارج. ورغم التكتم الرسمي على حيثيات عودته، إلا أن ظهوره في مناطق الشرعية، بعيدًا عن صنعاء، لا يمكن اعتباره مجرد تحرك فردي، بل خطوة سياسية محسوبة تحمل دلالات عميقة على تبدّل الولاءات وانهيار منظومة كانت حتى وقت قريب تتحدث بثقة عن "ثبات الجبهة الداخلية".

بين محاولة تسلل الزايدي وانتقال شرف العلني، تتكشّف صورة واحدة: قيادات حوثية تقف على عتبة الانفصال النفسي والسياسي عن الجماعة، وتتحسس طريقها بعيدًا عن صنعاء في ظل ما يشبه اليقين بأن مشروع الجماعة يترنح تحت وطأة الانهيارات الداخلية والخنق العسكري والدبلوماسي الخارجي.

ما يُقرأ اليوم كتحرك فردي من هذا القيادي أو ذاك، قد لا يكون إلا بداية لهروب جماعي صامت من مركب يتجه نحو الغرق. حالة من الهلع السياسي بدأت تتسلل إلى صفوف من اعتقدوا لسنوات أنهم محصّنون داخل هيكل سلطوي مغلق، فإذا بهم يبحثون عن مخرج آمن في اللحظات الأخيرة.

المشهد اليمني لا يعيش فقط على وقع هدنة هشة ومفاوضات بطيئة، بل على وقع تصدع داخلي تتسارع وتيرته داخل صنعاء نفسها، حيث تتزايد مؤشرات التفكك وتراجُع الثقة داخل نواة القيادة الحوثية، في ظل شواهد ميدانية متكررة تؤكد أن الجماعة لم تعد كتلة واحدة، بل أطرافًا تتناثر مع اقتراب ساعة الحقيقة.

تسريبات استخباراتية، وتحليلات دبلوماسية، وتصريحات غير رسمية كلها باتت تتقاطع عند نقطة واحدة: القيادات الحوثية باتت تتحرك فرادى، إما في محاولات فرار عبر المنافذ، أو في تحوّلات سياسية صامتة تُمهّد للخروج من المشهد قبل أن يُغلق تمامًا.

ما يدور الآن لا يشير فقط إلى انهيار هيكلي وشيك، بل إلى تشكّل بيئة جديدة، قد تُفتح فيها ملفات المحاسبة، ويُعاد فيها رسم المشهد السياسي في اليمن دون "الثقل الحوثي" الذي عاش على أوهام السيطرة الكاملة طوال سنوات الحرب.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

"برّع يا سرق برّع".. فعالية للانتقالي بالضالع تتحول لتظاهرة غاضبة ضد "الزبيدي" وتجبره على المغادرة (فيديو)

الموقع بوست | 951 قراءة 

نبوءة صحفي جريء تكشف هوية رئيس اليمن القادم

نافذة اليمن | 662 قراءة 

المشاط يدعو السعودية إلى إنهاء العدوان وتنفيذ استحقاقات السلام

قناة المهرية | 638 قراءة 

خسائر الحوثيين تتصاعد.. تشييع 27 عنصرًا بينهم قيادات رفيعة منذ مطلع أكتوبر

حشد نت | 581 قراءة 

الجيش المصري يكشف سبب الانفجار المدوي في القاهرة

الوطن العدنية | 529 قراءة 

ترامب في شرم الشيخ: العراق لديه نفط كثير لا يعرف ماذا يفعل به وهذه مشكلة كبيرة

عدن نيوز | 528 قراءة 

مهم..إنشقاق قائد اللواء العاشر صماد عن الحوثيين

رأي اليمن | 435 قراءة 

ضبط أكثر من 24 ألف قطعة لصناعة الطائرات المسيرة في ميناء عدن

تهامة 24 | 394 قراءة 

أخطر بيان منذ سنوات... قيادي جنوبي بارز يفجرها ويكشف عن اللصوص الذين سرقوا الثورة

جنوب العرب | 340 قراءة 

نقل السامعي الى العناية المركزة في صنعاء

كريتر سكاي | 323 قراءة