شهدت مدينة تعز بجنوب غرب اليمن الثلاثاء مظاهرة شعبية للمطالبة بتوفير مياه الشرب، في ظل أزمة حادة تعصف بالمدينة الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.
وتواجه تعز التي تعيش أيضا حالة حصار تفرضها عليها جماعة الحوثي من جهة الشمال، على غرار سائر المناطق الواقعة ضمن سلطة الشرعية اليمنية، أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة ناتجة عن الأزمة المالية الحادّة التي تواجهها الحكومة المعترف بها دوليا والتي انعكست بشكل واضح على مستوى الخدمات العامة، بما في ذلك الماء والكهرباء اللذان أصبح انقطاعهما الطويل والمتكرّر في فصل الحرارة مثار غضب شعبي استثنائي في تعز وعدد آخر من المحافظات.
ويعرف الوضع في المحافظة تعقيدات إضافية جرّاء كثرة الصراعات، المسلحة أحيانا، على السلطة بما ينعكس على وضعها الأمني ويؤثّر بشكل واضح على أداء سلطاتها المحلية.
وأقيمت المظاهرة أمام مقر السلطة المحلية وسط مدينة تعز، بتنظيم من نشطاء حقوقيين ومجتمعيين وسياسيين.
ورفع المتظاهرون لافتات تندد باستمرار شح مياه الشرب، كما رددوا هتافات غاضبة استنكرت تدهور الخدمات الأساسية، واتهمت السلطات بالتقصير والإهمال.
وقال محمد سعيد السامعي، سكرتير الدائرة الإعلامية في اتحاد الشبابة الاشتراكي بتعز، لوكالة الأنباء الألمانية إن “خروج الناس جاء للمطالبة بالحقوق المشروعة والمكفولة في كافة القوانين والشرائع السماوية وعلى رأسها المياه والكهرباء والصحة والتعليم”.
وأضاف السامعي، وهو أحد المشاركين في المظاهرة، قوله “خرجنا أيضا للمطالبة برحيل الفاسدين، ووقف العبث الذي تتعرض له المحافظة، ومواجهة حرب الخدمات التي تمارس بحق تعز من قبل عدة أطراف، ما فاقم من معاناة الناس بشكل يومي”.
وأشار إلى أن أسعار مياه الشرب باتت تمثل عبئا لا يطاق على المواطنين، موضحا أن سعر الغالون سعة 20 لترا وصل إلى 1500 ريال يمني (نحو 65 سنتا أميركيا)، ما يعني أن الأسرة التي تستهلك غالونا واحدا يوميا تحتاج إلى نحو 45 ألف ريال شهريا، فقط لتوفير مياه الشرب، دون احتساب باقي الاحتياجات الضرورية.
وتابع “هذا الوضع لم يعد يحتمل.. الاحتياجات الأساسية تحولت إلى أزمة وجودية تثقل كاهل المواطن البسيط، وسط صمت الجهات المعنية وعجزها عن إيجاد حلول جذرية ومستدامة لهذه الكارثة الخدمية”.
وفي ظل العجز عن تلبية المطالب والحدّ من تصاعد الغضب الشعبي، تلقي السلطات المحلية باللائمة في أزمة المياه على الجفاف وغياب الموازنة المالية لتوفير الخدمات.
وتعاني مدينة تعز من تدهور حاد في الخدمات الأساسية منذ سنوات، فيما تفاقمت أزمة المياه بشكل لافت خلال الأسابيع الأخيرة، بفعل الجفاف وسوء الإدارة وتداعيات الحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من عقد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news