القُبح الإجتماعي في اليمن

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 103 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 القُبح الإجتماعي في اليمن

القُبح الإجتماعي في اليمن

قبل 5 دقيقة

الحرب والاختلاف الحاصل في وطننا الحبيب، اليمن، أخرج كلّ اللؤم والحقد لدى البعض، حتى صار الموتى مادة دسمة للشماتة، ونصّب الأحياء أنفسهم ملوكًا وقضاة ووقودًا للفرقة والشتات

.

يُجرّ الميت إلى ساحة التواصل الاجتماعي، وتبدأ مساحات التنكيل والاتهامات، دون التفريق بين الاختلاف والانتقام الذي يُظهره البعض تجاه المتوفي، الذي أسكت الموت صوته وأنهى حياته.

لم يعد لدى البعض تلك القلوب الحزينة، ولا العيون الدامعة، بل أضحت طرق العزاء تمتلئ بالكراهية والتخوين، بدلًا من الوقوف في مواكب التشييع، كما عُرف عن اليمنيين، بأن اختلافاتهم مهما كانت، فإن للموت حرمته، وللميت حق الترحم، وترك ما عمله بين يدي خالقه.

أصبحنا في مجتمع يكون فيه الوفاء إدانة، والمشاعر الحزينة تهمة تطال كل من يُظهر حزنه ويؤدي واجب العزاء لأحدهم.

لم يعد للإنسانية وجود، ولا للدين موطئ، ولا للقبيلة حُكم. وأصبحنا نعيش في وطن يسوده الصراع ويُفتّته الاختلاف.

لم يعد للنسيج الاجتماعي أي ترابط في اليمن كما كنا نتفاخر به، بل أصبح القُبح الاجتماعي هو من يتسيّد الموقف والأوضاع.

سياسة الكراهية سائدة، لتُغرّبنا عن موطننا، وتُواصل الانحدار المجتمعي.

اتركوهم يموتون.. اتركوهم يعزّون .. اتركوهم يحزنون..

اتركوهم يفرحون..

ماذا فعلوا بكم؟ ألا تخجلون؟ أليس فيكم قليل من الخجل وأناملكم تُسطّر كل البؤس والحقد والغَبن والكراهية ضد ميت، له مواقفه، أو حياته، أو حتى كلماته؟..

اتركونا نتّصل ونعزّي أقاربنا، مهما كانت توجّهاتهم وانتماءاتهم..

اتركونا نزور ونتفقد ما تبقّى لنا من أقارب وأصدقاء.

لم يعد للدين مكان بينهم، ولا للعُرف القبلي ثقله وحُجّته،

ولا للنسيج الاجتماعي بقاء.

أصبحنا نعيش في شرخ اجتماعي ممنهج، ممنوع فيه أن يرثي الأخ أخاه، أو يزوره، أو يشيّعه،

ممنوع على القريب أن يترحم على قريبه، وممنوع على الصديق أن يؤدي الواجب مع صديقه.

أقولها لكم، حتى الأعداء يؤدّون الواجب مع أعدائهم.

في الدين، هناك حرمة للميت، وفي العرف، هناك تقدير للميت، وفي القانون، هناك ضوابط تحترم الميت، وفي المجتمع، الميت له حقه.

ولكن ماذا بعد؟ وماذا يحدث في يمننا؟

شماتة بالميت، تعزير به بعد موته!

أوقفوا هذا الانحدار.

واتركوا للناس إنسانيتهم، دعوا لهم لحظات الوفاء الأخيرة.

الميت لا يُحاكَم، والمصاب لا يُعاقَب، والدموع لا تُمنَع.

دعونا نودّع من نحب، دون أن نُتّهم.. دعونا نترحّم دون أن نُخوَّن.

فما نحن عليه، ليس من الدين، ولا من العرف، ولا من القيم.. إنه مجرد قُبح، لا أكثر.

نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

توجيهات رئاسية عاجلة إلى رئيس الحكومة بسرعة العودة إلى عدن وقطع زياراته الخارجية

مراقبون برس | 720 قراءة 

مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام

الوطن العدنية | 645 قراءة 

تقرير أممي: مليشيا الحوثي تزود الأطفال بالحبوب المخدرة لضمان الطاعة

حشد نت | 587 قراءة 

تقرير خبراء مجلس الأمن يسرد تفاصيل “صادمة” عن فرقة “الزينبيات” التابعة للحوثيين ودورها الإستخباراتي “الخطير”

بران برس | 520 قراءة 

اشتباكات وقصف متبادل بين مليشيا الحوثي و‘‘دفاع شبوة’’ والطيران يتدخل

المشهد اليمني | 498 قراءة 

حلقة جديدة من "بودكاست بران" | صراع الحراك الجنوبي والسقوط الوشيك للمجلس الانتقالي (فيديو + صوت)

بران برس | 476 قراءة 

صحيفة لبنانية: السعودية تضغط لتعديل "خارطة الطريق" وفرض شرط جديد على الحوثيين

اليوم برس | 457 قراءة 

وزير الأوقاف السابق: مطار المخا إنجاز وطني يخدم ملايين اليمنيين ولا يجوز حشر السياسة في مشاريع التنمية

حشد نت | 370 قراءة 

صعدة تشتعل من الداخل.. اندلاع اشتباكات دامية بين الحوثيين ومجندينهم وتمرد على أوامر المشرفين

المشهد اليمني | 368 قراءة 

تقرير الخبراء يكشف سبب هجوم الحوثيين على مطاري عدن والمخا

المرسى الاخباري | 345 قراءة