القُبح الإجتماعي في اليمن

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 113 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 القُبح الإجتماعي في اليمن

القُبح الإجتماعي في اليمن

قبل 5 دقيقة

الحرب والاختلاف الحاصل في وطننا الحبيب، اليمن، أخرج كلّ اللؤم والحقد لدى البعض، حتى صار الموتى مادة دسمة للشماتة، ونصّب الأحياء أنفسهم ملوكًا وقضاة ووقودًا للفرقة والشتات

.

يُجرّ الميت إلى ساحة التواصل الاجتماعي، وتبدأ مساحات التنكيل والاتهامات، دون التفريق بين الاختلاف والانتقام الذي يُظهره البعض تجاه المتوفي، الذي أسكت الموت صوته وأنهى حياته.

لم يعد لدى البعض تلك القلوب الحزينة، ولا العيون الدامعة، بل أضحت طرق العزاء تمتلئ بالكراهية والتخوين، بدلًا من الوقوف في مواكب التشييع، كما عُرف عن اليمنيين، بأن اختلافاتهم مهما كانت، فإن للموت حرمته، وللميت حق الترحم، وترك ما عمله بين يدي خالقه.

أصبحنا في مجتمع يكون فيه الوفاء إدانة، والمشاعر الحزينة تهمة تطال كل من يُظهر حزنه ويؤدي واجب العزاء لأحدهم.

لم يعد للإنسانية وجود، ولا للدين موطئ، ولا للقبيلة حُكم. وأصبحنا نعيش في وطن يسوده الصراع ويُفتّته الاختلاف.

لم يعد للنسيج الاجتماعي أي ترابط في اليمن كما كنا نتفاخر به، بل أصبح القُبح الاجتماعي هو من يتسيّد الموقف والأوضاع.

سياسة الكراهية سائدة، لتُغرّبنا عن موطننا، وتُواصل الانحدار المجتمعي.

اتركوهم يموتون.. اتركوهم يعزّون .. اتركوهم يحزنون..

اتركوهم يفرحون..

ماذا فعلوا بكم؟ ألا تخجلون؟ أليس فيكم قليل من الخجل وأناملكم تُسطّر كل البؤس والحقد والغَبن والكراهية ضد ميت، له مواقفه، أو حياته، أو حتى كلماته؟..

اتركونا نتّصل ونعزّي أقاربنا، مهما كانت توجّهاتهم وانتماءاتهم..

اتركونا نزور ونتفقد ما تبقّى لنا من أقارب وأصدقاء.

لم يعد للدين مكان بينهم، ولا للعُرف القبلي ثقله وحُجّته،

ولا للنسيج الاجتماعي بقاء.

أصبحنا نعيش في شرخ اجتماعي ممنهج، ممنوع فيه أن يرثي الأخ أخاه، أو يزوره، أو يشيّعه،

ممنوع على القريب أن يترحم على قريبه، وممنوع على الصديق أن يؤدي الواجب مع صديقه.

أقولها لكم، حتى الأعداء يؤدّون الواجب مع أعدائهم.

في الدين، هناك حرمة للميت، وفي العرف، هناك تقدير للميت، وفي القانون، هناك ضوابط تحترم الميت، وفي المجتمع، الميت له حقه.

ولكن ماذا بعد؟ وماذا يحدث في يمننا؟

شماتة بالميت، تعزير به بعد موته!

أوقفوا هذا الانحدار.

واتركوا للناس إنسانيتهم، دعوا لهم لحظات الوفاء الأخيرة.

الميت لا يُحاكَم، والمصاب لا يُعاقَب، والدموع لا تُمنَع.

دعونا نودّع من نحب، دون أن نُتّهم.. دعونا نترحّم دون أن نُخوَّن.

فما نحن عليه، ليس من الدين، ولا من العرف، ولا من القيم.. إنه مجرد قُبح، لا أكثر.

نقلا من صفحة الكاتب بالفيس بوك

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القيادي في الانتقالي فادي باعوم: هذه الدولة تدعمنا نحو انفصال اليمن وليس ترفًا سياسيًا

المشهد اليمني | 1031 قراءة 

لمن الغلبة ؟ القحطاني يتعهد بخروج الانتقالي من حضرموت.. وتهديدات أبو علي الحضرمي تضع وعود الرياض على المحك

يني يمن | 746 قراءة 

عاجل:حلف قبائل حضرموت يصدر بيان هام

كريتر سكاي | 610 قراءة 

السعودية توقف تصاريح دخول البواخر إلى ميناء عدن على خلفية رفض انسحاب قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة

صحيفة ١٧ يوليو | 554 قراءة 

تطور خطير في صنعاء: مليشيات الحوثي تعتقل ”الحاوري”

المشهد اليمني | 544 قراءة 

رسالة سعودية: لا "لاحتكار الجنوب" ولا لفرض الأمر الواقع في "حضرموت والمهرة"

مندب برس | 521 قراءة 

لقاء مرتقب بين الرئيس العليمي ووزير الدفاع السعودي بعد رفض مليشيات الانتقالي الانسحاب من حضرموت والمهرة

المشهد اليمني | 482 قراءة 

تغيير مفاجئ في قيادة اللواء الرابع مشاة وأنباء غير معلنة تثير التساؤلات

موقع الجنوب اليمني | 464 قراءة 

باحث سعودي: مفاوضات الحل السياسي في اليمن تتقدم والانتقالي أقحم نفسه في ورطة وسقط في الفخ

المشهد اليمني | 436 قراءة 

البركاني يعتذر ويطلب ضم تعز للجنوب.. مصادر تكشف تفاصيل لقاءالبركاني مع الرئيس الزُبيدي

الأمناء نت | 347 قراءة