آن أوان الانتفاضة يا تعز .. الصمت عار
قبل 6 دقيقة
تُحكِمُ الأزمات المتلاحقة قبضتها على تعز كل ثانية، ويشتد خناقها على التعزيين حتى باتت تقتلهم وتحرق أكبادهم ولم يعد فيهم متسع لتحمل كل هذا الذبح والظلم، وما من مغيث
.
تغول الفاسدون والجبابرة في تعز وتجبروا وذبحوا كل شيء جميل فيها، و شارفت على المجاعة، لأنهم لم يجدوا من يقول لهم "يكفيكم عبثًا بتعز".
العار الحقيقي أن تنتظر في مدينتك دورك بالموت جوعًا وعطشا، وحاجة وفقرًا، وانت صامت وخانع لمن ظلمك.
حين لا تجد قطرة ماء تروي بها ظمأ طفلك ، وتصمت، هنا الصمت عار عليك.. وحين تتضور جوعا وراتبك مقطوع وإن أتى لا يكفي رغيف يابس، وبت غير قادر على شراء قوت يومك ، وانت صامت فهذا خطاءك وعار عليك.
وحين تذل وتهان وتنتهك كرامتك وآدميتك وكأنك لست إنسان، لا تجد كهرباء وصحة وتعليم وبيئة نظيفة وخدمات وحياتك بالحضيض، وتصمت فهذا عار عليك أنت.
إن لم تنتفض أيها التعزي المهان وحياتك كلها موت محتم وإهانة وذل ، فمتى ستنتفض إذن؟!.
هذا الوضع الكارثي في تعز هو الأوان الحقيقي لانتفاضة حقيقية انتفاضة الجوعي والمعدمين والمظلومين بوجود سلطة وحكومة تتلذذ بآلام التعزيين.
فمن الطبيعي جدا ان تحدث ارهاصات مدمرة لهذا الوضع الكارثي إن استمر وطال أمده، ارهاصات لن تكون متوقعة للجميع طالما وليس هناك أي بارقة لحلول وشيكة من الحكومة.
إن كنا في بلد يعترف بآدمية البشر لكان رغيف الخبز في منأى و بعيدًا عن اوكار ولؤم السياسة والسياسين وبعيدًا عن ضغائنهم،
ولكانوا تركوا لهم ما يقتاتون به على مائدة انعدم فيها كل القوت الضروري.
ولكن إلى متى سيظل المواطن الضعيف البائس كبش فداء، وكرة يتقاذفونها كلٌ حسب مقاس أحقاده وأطماعه النرجسية؟
إلى متى سيظل البسطاء الكادحون يدفعون ثمن نزاعاتهم ومصالحهم النتنة والتي وصارت نتيجتها ان الموت من الجوع والحاجة صار يهدد الناس بسبب العجز والشلل التام للحكومة عن إيجاد حلول تضمن بقاء اليمني محتفظا بقليل من آدميته وكينونته كمواطن يمني على أرض وطنه؟!.
الجوع كافر، والعطش ملحد، هذا ما يجب أن يدركه الساسة، ويحذرون ثورة الجوعى و انتفاضة الخبز التي ستجتث كل الجالسين على جروحهم بمنتهى التوحش..
لا بد للجوعى ان يخرجوا بحثًا عن خبز أولادهم، وليكفروا بكل الساسة، ولينتصروا فقط لرغيف العيش، هو وحده من سيوحد كلمة التعزي و الشعب اليمني بأكمله على هدف واحد مفاده (عض قلبي ولا تعض رغيفي)..
آن أوان الانتفاضة يا تعز وإلا فالموت حليفك أن ظل الصمت سيد الموقف. وكفى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news