المرسى- نيوزيمن
في مشهد يعكس مفارقة صارخة بين الخطاب السياسي والممارسات على الأرض، تواصل سلطة حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) في مدينة تعز وسط اليمن، تحركات مثيرة للجدل باتجاه ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، تتجاوز كل الأطر الرسمية، وتُبرم اتفاقات “سرية – عملية” بعيدًا عن الحكومة الشرعية، التي يُفترض أن هذه السلطة تمثل أحد أذرعها المحلية.
فعلى الرغم من سنوات من الخطاب المعادي المتبادل، تتوالى المؤشرات على وجود تنسيق خفي وتحالف غير معلن بين الطرفين، بدأ يتجلى في سلسلة من الاتفاقات والترتيبات التي لم تعد خافية على المتابعين.
من تبادل الأسرى خارج مظلة اللجنة الوطنية الرسمية، إلى تجميد الجبهات، وصولًا إلى تفاهمات حول فتح الطرقات والمعابر الحيوية التي ظلت مغلقة لسنوات تحت ذرائع مختلفة.
اتفاق مياه جديد
في تطور لافت يعكس طبيعة التحالفات غير المعلنة بين سلطة حزب الإصلاح في تعز وجماعة الحوثي، تم الكشف عن اتفاق مبرم بين مؤسسة المياه والصرف الصحي في تعز، الخاضعة لسيطرة الإخوان، وقيادات حوثية في منطقة الحوبان الواقعة شرقي المدينة، وذلك بهدف توفير المياه للمناطق المحررة من آبار المياه الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين.
وبحسب ما تم تداوله إن الاتفاق جاء بذريعة التخفيف من أزمة العطش الخانقة التي تضرب سكان المدينة، والتي تفاقمت في الأشهر الأخيرة بشكل غير مسبوق.
إلا أن مصادر في السلطة المحلية أشارت إلى أن هذا التحرك ليس إنسانيًا خالصًا، بل سياسي الطابع، ويهدف إلى تقاسم السيطرة على الموارد المائية وتثبيت نوع من الإدارة المشتركة مع الحوثيين، في واحدة من أكثر الملفات حساسية في المحافظة.
ووفقًا للمصادر، فإن مؤسسة المياه التابعة لسلطة الإخوان قامت بتنسيق مباشر مع الحوثيين في الحوبان، وتم الاتفاق على إعادة تشغيل حقول وآبار المياه، وصيانة شبكة الإمداد المتضررة بفعل الحرب، بموجب دعم من منظمات أممية.
وجرى تسويق هذه الخطوة خلال اجتماعات سابقة عقدت مع محافظ المحافظة، نبيل شمسان، باعتبارها “ضرورة ملحة” في ظل تمركز مصادر المياه الرئيسية في مناطق خارج سيطرة الحكومة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news