الزنداني يعيد تشكيل الدبلوماسية اليمنية بعقلية الأكاديمي وبمشرط الجراح

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 217 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الزنداني يعيد تشكيل الدبلوماسية اليمنية بعقلية الأكاديمي وبمشرط الجراح

في لحظة فارقة من عمر الدولة اليمنية، عاد الدكتور شائع محسن الزنداني إلى الواجهة من بوابة وزارة الخارجية، حاملاً إرثًا دبلوماسيًا يمتد لأكثر من خمسة عقود. ليس مجرد دبلوماسي مخضرم، بل رجل دولة تتقاطع في شخصه الوطنية العميقة مع الحكمة والصرامة الأكاديمية. عرف اليمنيون الزنداني منذ بداياته في العمل الخارجي كأحد أكثر الوجوه إخلاصًا للقضية الوطنية، لم يتلوّن، ولم يتبدل، وبقي على مدى خمسين عامًا ملتزمًا بخط الدولة، مدافعًا عن سيادتها وكرامتها في كل المحافل، وسط تغيّرات وتحولات سياسية عاصفة. تاريخه الوطني الناصع جعله محل ثقة الجميع، وهو ما لا يُشترى ولا يُصطنع.

سجل الزنداني حافل بمحطات مهمة في السلك الدبلوماسي، شغل خلالها مناصب بارزة في عدة سفارات ومؤسسات دولية، وكان دائمًا صوتًا حاضرًا ومسموعًا يمثل اليمن بندّية وكفاءة. امتدت علاقاته على مدى عقود، لم تبهت، بل ازدادت رسوخًا مع الزمن، حيث بنى شبكة واسعة من الاتصالات مع دبلوماسيين عرب وأجانب، وأصبح اسمه مرتبطًا بالثقة والرصانة والاحتراف. واليوم، حين تتحدث الخارجية اليمنية، تعود الهيبة مجددًا لأن خلفها شخصية تعرف كيف تُدار المعارك السياسية بلغة الدبلوماسية، لا العواطف.

إلى جانب تاريخه الطويل، يمتلك الدكتور الزنداني خلفية أكاديمية نادرة بين أقرانه، فقد درّس العلاقات الدولية وأشرف على أبحاث وتحليلات معمّقة، وجمع بين الفكر والممارسة، بين الرؤية العلمية والواقعية الدبلوماسية. هذه العقلية الأكاديمية منحته قدرة استثنائية على قراءة التوازنات الدولية، وفهم معادلات النفوذ والتحالف، فكان صوته مقنعًا في الأروقة، وطرحه محترمًا حتى لدى خصوم اليمن.

عودة الزنداني لقيادة وزارة الخارجية لم تكن مجرد تعيين، بل كانت ضرورة ملحّة فرضتها تعقيدات المرحلة وحالة التدهور والانقسام التي عصفت بجسد الدبلوماسية اليمنية. كل الطرق قادت إليه، من مختلف المكونات، بحثًا عن منقذ يملك مشرط الجراح، لا لمداواة السطح، بل لإجراء جراحة شاملة تُصلح ما أفسدته سنوات من العشوائية والتسيّب. ومنذ تسلمه مهامه، بدأ العمل بهدوء وصرامة، أعاد ترتيب البيت الدبلوماسي، وأوقف نزيف الاختلالات، وبدأت نتائج تحركاته تنعكس على صورة اليمن خارجيًا، من خلال تعزيز الحضور السياسي وتفعيل العلاقات الدولية على أسس مؤسسية ووطنية.

الدكتور شائع الزنداني اليوم لا يعيد فقط بناء مؤسسة دبلوماسية، بل يُرمم جسور الثقة بين اليمن والعالم، ويُعيد تعريف الخارجية بوصفها ذراعًا سيادية للدولة، لا أداة لصراع النفوذ. ومع كل تحدٍ يواجهه، يثبت أن الشخصية الوطنية العاقلة، حين تتسلح بالخبرة والفكر، تملك القدرة على إحداث الفرق، حتى في أحلك الظروف.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

والد الشاب عامر باحاج يروي تفاصيل مروعة عن اعد. ام نجله امامه بشبوة

كريتر سكاي | 1304 قراءة 

بعد غياب طويل.. علي سالم البيض يعود إلى عدن وسط جدل حول الوحدة اليمنية

المرصد برس | 1041 قراءة 

اليمن.. قيادات بارزة في ألوية درع الوطن تؤكد استعدادها للانضمام الكامل للقوات الجنوبية

عدن حرة | 739 قراءة 

عاجل:تقديم هذا الامر لباحاج عقب الجريمة المروعة في شبوة

كريتر سكاي | 714 قراءة 

أحمد علي عبدالله صالح يكسر الصمت ويطلق نداء هام لكل القوى السياسية في اليمن

نيوز لاين | 513 قراءة 

اشتباكات مسلحة بين قبيلتي "آل لسود" و"آل باحاج" في شبوة إثر إعدام ميداني

بوابتي | 482 قراءة 

محلل عسكري يكشف عن خطوة سياسية ترعب مليشيا الحوثي والانتقالي.. ويدعو لتنفيذها فورًا

المشهد اليمني | 473 قراءة 

خارطة طريق وطنية من الجنوب.. تحرير الشمال وتعزيز الشرعية الواقعية

نيوز يمن | 462 قراءة 

القصة الكاملة لجريمة اعدام باحاج في شبوة وكيف بدأت؟

بوابتي | 419 قراءة 

عاجل | القوات الجنوبية تُحكم سيطرتها على جيشان وتواصل التقدم نحو العطفة

العين الثالثة | 339 قراءة