احتضنت مدينة مأرب، اليوم السبت، مجلس عزاء مهيب في رحيل الشيخ الشهيد صالح حنتوس، مدير دار القرآن الكريم بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، الذي ارتقى شهيدًا هو وحفيده، عقب استهداف منزله ومسجده من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، في جريمة بشعة تُضاف إلى سجلها الدموي في استهداف العلماء والدعاة والمصلحين.
وشارك في العزاء الذي أقامه المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ريمة، محافظ المحافظة اللواء محمد الحوري، وجمع غفير من العلماء والدعاة وأعضاء الأمانة العامة للإصلاح، وطلبة العلم ومحبي الشهيد من مختلف المحافظات، الذين قدموا لتقديم واجب العزاء في العالم الرباني الذي كرّس حياته لخدمة كتاب الله وسنة نبيه، ومناهضة الفكر الطائفي الكهنوتي، وتربية الأجيال على الاعتدال والوسطية.
وأكد الشيخ عبدالله صعتر رئيس الدائرة الاجتماعية في الأمانة العامة للإصلاح على الموقف الثابت للإصلاح في هزيمة الانقلاب الحوثي وإقامة الدولة الاتحادية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني.
وأشار الشيخ صعتر في كلمة الأمانة العامة إلى أن اليمن لا يمكن أن يتفرد بحكمه حزب سياسي واحد؛ إذ لا بد من وفاق وطني سياسي وشراكة حقيقية تلبي آمال وتطلعات الشعب اليمني كافة.
وفي كلمة المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ريمة، أكد الدكتور يوسف سعد الخسارة الفادحة لعلم من الأعلام، والحزن البالغ لاستشهاد الشيخ صالح حنتوس، مشيدًا بدوره الريادي في مقاومة المشروع الحوثي بالفكر والعلم والمنهج الوسطي.
وقال سعد: "الشيخ حنتوس كان مدرسة في التواضع والورع، ورمزًا وطنيًا واجه المشروع الحوثي الكهنوتي بإرادة لا تلين، وإن استهدافه بهذا الشكل الجبان يمثل دليلًا واضحًا على خوف المليشيا من صوت الحق والنور".
واعتبر رحيله خسارة وطنية كبيرة، لكنه رحل شهيدًا وهو ثابت على المبادئ والقيم التي ضحى من أجلها.
كما أُلقيت عدد من الكلمات للعلماء والمشايخ والوجهاء، أشادت في مجملها بمواقف الشهيد ومكانته العلمية والدعوية، وأكدت أن اغتياله يُعد جريمة لا يمكن السكوت عنها.
وأوضحت الكلمات أن العلامة الشيخ صالح حنتوس كان منارة للقرآن وعلمًا من أعلام ريمة واليمن، جمع بين التربية والتعليم، والجهاد بالكلمة والموقف، وكان سدًا منيعًا في وجه المشروع السلالي الطائفي الذي تحاول المليشيا الحوثية فرضه بقوة السلاح.
وأشاروا إلى إسهامات الشيخ الراحل لعقود في تحصين المجتمع من الأفكار الدخيلة، وأن استهدافه يمثل محاولة فاشلة لإخماد صوت الحق والعلم، مؤكدين أن دماءه الزكية ستكون لعنة تلاحق القتلة، ومشعلًا ينير طريق الأحرار.
وأكد الحاضرون أن الشهيد حنتوس كان من أبرز الرموز العلمية والفكرية التي تصدت لمشروع الإمامة وأكاذيب الولاية، وظل صامدًا على مبادئه حتى لحظة استشهاده في منزله الذي تحوّل إلى محراب للشهادة عقب قصفه من قبل المليشيا دون أي وازع من دين أو ضمير.
كما دعا المشاركون في العزاء إلى محاسبة المليشيا على جرائمها المستمرة بحق العلماء والدعاة، واليمن واليمنيين عامة، مؤكدين أن اليمن سيبقى عصيًا على الكهنوت، وأن دماء الشهداء أمثال الشيخ صالح حنتوس سترسم طريق النصر والحرية.
تخللت فعالية العزاء عددًا من الفقرات والقصائد الشعرية تناولت مناقب الفقيد ومساره التنويري، مؤكدة أن صموده في وجه الكهنوت سيظل ذكرى خالدة في ذاكرة الوطن، وأن مشروع النور والعلم الذي حمله سيظل قائمًا في مواجهة الظلام والطغيان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news