كتب : غسان صالح محمد علي غزة
في زمن تتناقص فيه القيم وتغيب فيه أواصر المحبة وتتلاشى مظاهر التراحم والتعاضد بفعل الطمع وقلة الوازع الديني تطل علينا الشعيب كواحة خضراء في صحراء الجدب القيمي وتقدم أنموذجًا نادرًا في التماسك الاجتماعي والولاء العميق للأرض والناس مغتربو مديرية الشعيب هم عنوان للفداء وأيقونة للعطاء يقدمون صورة ناصعة عن مدى الارتباط الصادق بالجذور والانتماء الأصيل للأرض والهوية
لقد أثبت أبناء الشعيب في بلاد الاغتراب أن الغربة لا تقطع الأرحام ولا تبتر الحنين ولا تذيب الانتماء بل تزيده رسوخًا فما من موقف وطني أو نداء إنساني أو حاجة ملحة إلا وكانوا أول المبادرين والداعمين والساعين يضعون بصمتهم حيثما دعت الحاجة لا يشغلهم بعد المسافة ولا تلهيهم مشاغل الحياة اليومية بل يهرعون بتلقائية إلى خدمة أهلهم ومديريتهم ومحافظتهم دون انتظار مقابل أو بحث عن شهرة
هذا التلاحم الفريد بين أبناء الشعيب في الداخل والخارج يجسد أسمى معاني الوفاء ويقدم للأجيال القادمة درسًا حيًا في أهمية الوحدة المجتمعية وضرورة الحفاظ على الروابط الأخوية في وقت تتآكل فيه مثل هذه القيم في مجتمعات كثيرة لا يمكن الحديث عن التنمية المحلية أو المبادرات المجتمعية في مديرية الشعيب ومحافظة الضالع عمومًا دون الإشارة للدور المحوري الذي يلعبه مغتربو هذه المديرية فهم السند والداعم والرؤية التي تنظر إلى المستقبل بعين المسؤولية
وما تقدمه الجالية الشعيبية في مختلف البلدان لأبناء مديريتهم ووطنهم الجنوبي لا يمكن حصره أو تلخيصه فهو عطاء متجدد ينبع من أصالة ويعكس روحًا جنوبية لا تعرف الانكسار ونحن في محافظة الضالع نفاخر بهذه النماذج التي تسند الوطن بصمت وتبني من وراء الأضواء وتعمل بتجرد قل نظيره
فتحية لكل مغترب شعيبي جعل من غربته جسرا لا حاجزا ومن نجاحه في الخارج وسيلة لرد الجميل ومن حنينه لبلاده مشروع خدمة وبناء
اخوكم / غسان صالح محمد علي غزة
مدير عام مكتب الشباب والرياضة محافظة الضالع
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news