في ظل تزايد حالات الإصابة بأنواع السرطان الصامتة، أطلقت تقارير طبية تحذيرًا خطيرًا بشأن علامة شائعة قد يستهين بها كثيرون، لكنها قد تشير إلى بداية إصابتهم بأحد أخطر أنواع السرطان على الإطلاق: سرطان المريء.
هذا المرض، الذي يصيب الأنبوب العضلي الواصل بين الحلق والمعدة، غالبًا ما يتطور بصمت ودهاء، دون أن يترك وراءه أعراضًا واضحة، ليُكتشف في مراحل متأخرة، حين تكون خيارات العلاج محدودة ونسب النجاة منخفضة.
اللافت أن بداية القصة لا تبدو مرعبة، بل قد تبدأ بمشكلة يعاني منها كثيرون: الارتجاع الحمضي المزمن. لكن وفقًا للخبراء، فإن تجاهل أعراض هذا الاضطراب – حتى وإن بدت خفيفة – قد يفتح الباب أمام سلسلة من التغيرات الخلوية الخطيرة داخل المريء، تقود في النهاية إلى الإصابة بسرطان غدي خطير.
مراكز طبية مرموقة مثل "عيادة كليفلاند" حذّرت من تجاهل الإنذارات الخفية التي قد يطلقها جسدك، مثل السعال الليلي المستمر، أو صعوبة بلع الأطعمة الجافة، أو حتى التغيرات في الأسنان مثل اصفرارها أو تآكل ميناها. وقد تبدو هذه الأعراض معزولة، لكنها حين تتكرر وتتزامن مع حرقة المعدة أو الشعور بثقل في الصدر، فإنها تستدعي تحركًا عاجلًا.
الخطورة لا تكمن فقط في الأعراض، بل في الإحساس الزائف بالأمان. فواحد من كل ثلاثة مصابين بارتجاع مريئي مزمن لا يعاني حتى من حرقة المعدة. وهذا ما يجعل المرض أكثر خفاءً من غيره، وأشد فتكًا إذا تُرك دون متابعة طبية.
الدراسات الحديثة أظهرت أرقامًا مقلقة: ما يقرب من 90٪ من مرضى سرطان المريء لا يعيشون أكثر من عشر سنوات بعد التشخيص، بسبب الاكتشاف المتأخر للمرض. وهذا ما يدفع الأطباء للتأكيد على أهمية الفحص الدوري، خاصة لمن تجاوزوا سن الخمسين، أو يعانون من السمنة، أو لديهم تاريخ عائلي مع هذا المرض.
والمفاجأة؟ طبيب أسنانك قد يكون أول من يلاحظ العلامات المبكرة للمرض! فالتآكل غير المبرر في الأسنان أو تغير لونها قد لا يكون مجرد إهمال نظافة، بل إشارة صامتة إلى ارتجاع حمضي مزمن يهدد حياتك.
في النهاية، يتفق الخبراء على أمر واحد: لا تستهِن بأي عرض هضمي مستمر، ولا تُهمل جسدك حين يهمس لك بالتحذير. الكشف المبكر هو خط الدفاع الأول في مواجهة هذا النوع القاتل من السرطان.
الوسوم
السرطان
سرطان
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news