سادت حالة من الرعب والقلق أوساط المواطنين في مديرية المعلا بالعاصمة المؤقتة عدن، مساء اليوم الجمعة، عقب إطلاق نار كثيف وعشوائي خلال حفل زفاف تابع لأحد القيادات العسكرية في المجلس الانتقالي الجنوبي، في مشهد يعكس حجم الفوضى الأمنية والانفلات الخطير الذي تعيشه المدينة تحت سيطرة المليشيات المسلحة.
وبحسب مصادر محلية، فإن إطلاق النار وقع خلال زفاف القيادي في قوات الانتقالي سعيد وجدان، قائد كتيبة في معسكر جبل حديد، حيث أطلق عدد من المسلحين الرصاص الحي بكثافة في الهواء، في وقتٍ يعاني فيه السكان من انقطاع الكهرباء لأكثر من 17 ساعة متواصلة، ما اضطر العديد من العائلات إلى الصعود إلى أسطح المنازل هربًا من الحر، لتجد نفسها في مرمى خطر الرصاص الراجع.
وأكد مصدر أمني في شرطة المعلا أن طقمًا أمنيًا توجه إلى موقع الحادث مطالبًا بتسليم مطلقي النار أو العريس نفسه، امتثالًا لتوجيهات أمنية سابقة تمنع استخدام السلاح في المناسبات. إلا أن المسلحين رفضوا الاستجابة وواجهوا الشرطة بتحدٍ واضح، ما اضطر الطقم للانسحاب ورفع بلاغ للقيادة الأمنية العليا.
وأضاف المصدر أن الشرطة قامت بتعزيز قواتها تحسبًا لمداهمة الموقع في حال استمرار التمرد، مشيرًا إلى وجود تواصل مع قيادة اللواء في معسكر جبل حديد لتسليم المتورطين، وسط شكوك شعبية واسعة بشأن قدرة الأجهزة الأمنية على فرض هيبة الدولة في ظل هيمنة مليشيات الانتقالي.
سكان الحي عبّروا عن استنكارهم الشديد لما وصفوه بـ"العبث بأرواح الناس"، معتبرين أن إطلاق النار العشوائي يمثل تهديدًا مباشرًا لحياتهم، خاصة مع تكرار مثل هذه الحوادث في المدينة، دون أي محاسبة جادة للمتسببين بها.
ويعاني المواطنون في عدن من فوضى أمنية متفاقمة في ظل سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المدينة، وسط غياب للدولة وتهميش متعمد للمؤسسات الرسمية، ما يجعل حياة السكان اليومية عرضة للخطر، سواء من الرصاص الطائش أو من التدهور المتواصل في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء.
المصدر: مانشيت
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news