شهدت العاصمة المؤقتة عدن، ليل الجمعة/السبت، حادثة مأساوية جديدة راح ضحيتها شاب، فيما نُقل اثنان آخران إلى العناية المركزة في حالة حرجة، إثر اختناق جماعي داخل محل تجاري في مديرية المعلا، نتيجة استنشاق أدخنة مولد كهربائي تم تشغيله في مكان مغلق يفتقر إلى التهوية.
ووقعت الحادثة داخل محل "بهارات السماحة" في الشارع الرئيسي، أثناء قيام الأشخاص الثلاثة بجرد للمخزون، قبل أن يتعرضوا للاختناق بسبب غازات المولد. وأكدت مصادر طبية أن أحدهم فارق الحياة على الفور، فيما نُقل الآخران لتلقي الرعاية الطبية المكثفة، وسط تحذيرات من احتمالية تدهور وضعهم الصحي.
الحادثة المؤلمة أعادت التذكير بسلسلة من الكوارث المشابهة التي وقعت خلال الأسابيع الماضية في عدد من المحافظات اليمنية، حيث لقي ثلاثة شبان من أسرة واحدة حتفهم في قرية "النفسة" بمديرية حيس في محافظة الحديدة، بعد استنشاقهم غازات سامة داخل بئر مياه.
وفي حادثة مشابهة، توفي ستة أشخاص اختناقًا داخل بئر في قرية المعزبة بمديرية السبرة في محافظة إب، نتيجة استخدام مولدات كهربائية دون إجراءات وقائية.
تكرار هذه الحوادث يسلط الضوء على الغياب الصارخ للوعي المجتمعي بمخاطر تشغيل المولدات في الأماكن المغلقة، ويكشف عن قصور واضح في التدابير الوقائية من قبل الجهات المعنية.
كما يدق ناقوس الخطر بشأن استمرار استخدام المولدات البدائية، خصوصًا في المناطق الريفية التي تفتقر إلى خدمات الكهرباء، وتعتمد بشكل كبير على أساليب تقليدية لشفط المياه وتشغيل المرافق.
وتبرز هذه المآسي الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل من السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني لإطلاق حملات توعوية شاملة حول مخاطر الاختناق بالغازات السامة، بالتوازي مع تشديد الرقابة على استخدام المولدات، وتوفير بدائل آمنة للطاقة، خاصة مع ارتفاع وتيرة الاعتماد على هذه الوسائل في ظل انهيار منظومة الكهرباء في البلاد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news