تجاهل الخطر الحوثي .. الثغرة الأخطر في قلب الجزيرة العربية
قبل 1 دقيقة
رغم ما يشهده الإقليم من تحركات متسارعة تهدف إلى كبح جماح النفوذ الإيراني والحد من تمدده التخريبي، إلا أن التغاضي عن خطر ميليشيا الحوثي الإرهابية يترك ثغرةً فادحةً في خاصرة الجزيرة العربية، تمثل أخطر الأوراق التي يمكن لطهران استغلالها متى شاءت، وبالطريقة التي تخدم مشاريعها التوسعية في المنطقة
.
لقد أثبتت الوقائع أن مليشيا الحوثي ليست سوى «القفاز» الأكثر مرونة في يد إيران، حيث حوّلتها من مجرد حركة عقائدية إلى ذراع عسكرية متقدمة، تتولى نيابةً عنها تهديد أمن الجوار وابتزاز المجتمع الدولي. وخلال العامين الماضيين، جسّدت الجماعة هذا الدور بكل وضوح، عندما حوّلت الأراضي اليمنية إلى منصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه السعودية والإمارات، وتعمّدت استهداف خطوط الملاحة في البحر الأحمر، وتعريض إمدادات الطاقة العالمية للخطر.
ما يحدث اليوم لا يترك مجالاً للشك: تجاهل الوجود الحوثي المسلح في أي مقاربة تهدف إلى تقليم أظافر طهران، يعني عملياً ترك «مفتاح» الفوضى في يدها. فالجغرافيا اليمنية الوعرة، وتعقيدات المشهد السياسي والاجتماعي، تمنح الحوثيين هامش مناورة واسع يجعلهم ورقة دائمة قابلة للتفعيل متى ما أرادت طهران ذلك.
والأخطر من ذلك، أن استمرار التغاضي عن هذه الجماعة يمنح إيران ورقة ضغط جاهزة في أي مفاوضات مستقبلية، أو منفذاً بديلاً لتعويض أي تراجع في نفوذها الإقليمي، من خلال تأمين موطئ قدم على مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، والمحاذي لأكثر مناطق إنتاج وتصدير النفط أهميةً على وجه الأرض.
ومن هنا، فإن أمن اليمن لا يمكن فصله عن أمن الخليج والمنطقة العربية بل والعالم بأسره. إن استمرار سيطرة الحوثيين على أجزاء من البلاد، يعني بقاء بؤرة تهديد مباشر للملاحة الدولية، ومصدر اضطراب دائم في سوق الطاقة العالمية، كما يُقوّض أي جهود دولية حقيقية نحو استقرار دائم في الشرق الأوسط.
لقد آن الأوان لأن تدرك العواصم الفاعلة أن مواجهة المشروع الإيراني لا تكتمل إلا بتفكيك أدواته، وفي مقدمتها الميليشيا الحوثية التي تمثل ذراعه الأشرس في جنوب الجزيرة العربية. فالحلول الناقصة لا تنتج إلا أزمات مؤجلة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news