تواجه بعثة الأمم المتحدة إلى اليمن، ممثلة بمبعوثها الخاص هانس غروندبرغ، موجة انتقادات شديدة من مسؤولين يمنيين وقيادات سياسية، إثر ما اعتُبر "إخفاقًا فادحًا" في التعاطي مع مسار الأزمة اليمنية وتغاضيًا عن الجرائم الحوثية، كان آخرها مغادرة غروندبرغ للعاصمة المؤقتة عدن دون لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "الشرق الأوسط" أن طلب المبعوث الأممي للقاء الرئيس العليمي قوبل بالرفض، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رسالة استياء رسمية من الأداء الأممي، حيث اكتفى غروندبرغ بلقاء رئيس الوزراء سالم بن بريك، وقيادات مدنية ونسوية.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن المبعوث الأممي لم يبدِ أي موقف حيال الجريمة المروّعة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في محافظة ريمة، والتي أسفرت عن مقتل الشيخ صالح حنتوش وحفيده، معتبراً أن الصمت الأممي المريب "يكشف خللاً في المبادئ الأساسية للأمم المتحدة ويقوّض مصداقية الوساطة الدولية".
من جهتها، علقت المتحدثة باسم مكتب المبعوث، إزميني بالا، بأن تحديد اللقاءات "يعتمد على التوافق بين الطرفين"، مشيرة إلى أن غروندبرغ "أجرى نقاشات بناءة في عدن ويواصل جهوده لتحقيق وقف إطلاق نار شامل وتسوية سياسية للنزاع".
الكاتب اليمني صالح البيضاني وصف أداء غروندبرغ بـ"المخاتل"، منتقدًا لغته الدبلوماسية غير الواضحة التي تسهم ـ حسب وصفه ـ في تشجيع الحوثيين على مواصلة انتهاكاتهم، مطالبًا بخطاب أممي أكثر صرامة يحمّل الحوثيين مسؤولية فشل جهود السلام.
ويأتي هذا التصعيد السياسي في وقت يشهد فيه الملف اليمني حالة جمود غير مسبوقة، وسط تعقيدات إنسانية وأمنية متفاقمة، وتوسع الحوثيين في أنشطتهم العسكرية، وهو ما يضع البعثة الأممية أمام تحديات كبرى تتطلب إعادة تقييم جدي لدورها وجدوى استمراره على هذا النحو.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news