بين صوت الكازمي في عدن وصمت حنتوس في ريمة : الإعلام يكتب الحقيقة والتضليل

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 157 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بين صوت الكازمي في عدن وصمت حنتوس في ريمة : الإعلام يكتب الحقيقة والتضليل

في حادثتين متقاربتين في الزمن، متباعدتين في الجغرافيا والنهج، تجلت الفروقات الجوهرية بين مشروعين متناقضين: أحدهما في عدن يسعى لبناء دولة تؤمن بالعدالة والمحاسبة، ونهج إعلامي يراقب ويُسائل؛ وآخر في ريمة يقوم على منطق البطش والتغوّل، تسود شريعة القوة على حساب القانون، وتُخنق فيه الأصوات، ويُخرس فيه الإعلام، ويُعامل المواطن كخصم لا كصاحب حق.

في الحادثة الأولى، يظهر الخطأ في عدن لكنه يُلاحق ويُصحح؛ من أعلى هرم السلطة وفي الثانية، ترتكب الجريمة، وتُطمر في الصمت والخوف.ووسط هذا التباين الصارخ، يكشف المشهد أيضًا عن إعلام انتقائي، يتغاضى عن دماء الأبرياء حين يسفك ويغض الطرف عن جرائم ظاهرة بينما يضخّم كل هفوة ويصنع منها عاصفة، لا بحثًا عن الحقيقة، بل في محاولة لتشويه مشروع الدولة ذاته.

الشيخ الكازمي والشيخ حنتوس اسمان تصدّرا المشهد الشعبي مؤخرًا، لكن الفارق في التعامل مع كل حالة كان صادمًا، وفضح المعايير المزدوجة في المواقف والتغطية الإعلامية.

حيث شهدت الأوساط الشعبية جدلًا واسعًا عقب قيام عناصر أمنية باعتقال الشيخ الكازمي، إمام وخطيب مسجد في المنصورة، دون مبرر قانوني واضح لكن اللافت أن التدخل جاء سريعًا، بتوجيهات رسمية عليا بما في ذالك فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين دون رحمة أو شفاعة

وقد صرّح الشيخ الكازمي لاحقًا بأنه رأى المعتدين خلف القضبان، وعلى وقع ذالك وجّه محافظ عدن بتشديد الرقابة على أداء الأجهزة الأمنية ومنع أي تجاوزات مستقبلية وقد حظيت القضية بزخم إعلامي واسع، وتحوّلت إلى قضية رأي عام تابعها النشطاء والمنظمات الحقوقية باهتمام.

ورغم أن الاعتقال في ذاته كان خطأ مرفوضًا وتصرفًا متهورًا، إلا أن ما أعقبه كشف عن وجود نَفَس طويل وإرادة لتصحيح الأخطاء، من قبل القيادة السياسية وهو ما يعكس الفارق بين مؤسسات تخضع للمساءلة، ومليشيات لا تعرف سوى منطق السلاح.

في المقابل، كانت الكارثة أبشع في ريمة، حيث قُتل الشيخ صالح حنتوس ، الرجل الثمانيني، معلم القرآن والمصلح الاجتماعي المعروف، داخل منزله وأمام أسرته، برصاص مسلحين حوثيين، ثم أُحرق منزله بالكامل، وأُخفيت جثته

جريمة قتل الشيخ حنتوس لم تكن مجرد اغتيال جسدي، بل اغتيال أخلاقي ومجتمعي لرمز ديني واجتماعي كبير.

والمؤلم أن هذه الجريمة لم تحرك ساكنًا في الإعلام الموالي للحوثيين، ولم يصدر أي بيان أو رد فعل رسمي، وكأن شيئًا لم يكن. صمت تام، وتجاهل مطبق، وطمس متعمد للحقيقة.

بينما ضجّت مواقع التواصل بحادثة الشيخ الكازمي،وفي حادثة الشيخ حنتوش لا أحد يجرؤ على الحديث، ولا أحد يُسمح له حتى بالبكاء علنًا.هنا يكمن جوهر الفارق: بين مؤسسة تسعى لتكريس قيم العدالة، وإن أخطأت، وبين أخرى تمتهن القتل والقمع، بلا خوف من محاسبة أو رادع.

الحادثتان تكشفان حجم الهوة بين مشروع دولة تُبصر طريقها رغم العثرات، وأخرى لا ترى طريقها إلا بلغة الدم والنار "في عدن، نجا الكازمي، ورأى المعتدين يُحاسَبون، وفي ريمة، سقط حنتوس شهيدًا، ودُفن صوته في صمتٍ ثقيل "


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القبض على مسئول رفيع يسرّب أسرار العليمي للحوثي

نيوز لاين | 543 قراءة 

من قلب صنعاء إلى مأرب.. انشقاق عسكري كبير يعيد ترتيب المشهد اليمني

نيوز لاين | 443 قراءة 

روايات مريبة لمصير الرئيس العليمي!

الحدث اليوم | 415 قراءة 

دولتان تتدخلان في اللحظة الأخيرة لإنقاذ وفد حماس

المرصد برس | 410 قراءة 

غارات تحوّل مقرات الصحافة في صنعاء إلى مقابر جماعية.. حصيلة جديدة للغارات

نافذة اليمن | 333 قراءة 

طائرة حربية عملاقة تحلق بصنعاء !

العربي نيوز | 302 قراءة 

صنعاء توجه دعوة وعرضاً لقطر

الحدث اليوم | 276 قراءة 

اعلان للجيش الاسرائيلي عن اليمن!

الحدث اليوم | 248 قراءة 

الحوثيون يعلنون ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على صنعاء والجوف إلى 211 قتيلا وجريحا

الموقع بوست | 243 قراءة 

انقلاب مفاجئ في صفوف الحوثيين.. قيادي بارز ينضم للشرعية قادماً من صنعاء

المرصد برس | 241 قراءة