تستعد العاصمة الروسية موسكو لاحتضان قمة عربية روسية تاريخية منتصف أكتوبر المقبل، في حدث وصف بأنه مفصلي على صعيد العلاقات الإقليمية، حيث من المقرر أن تُوجَّه دعوة رسمية إلى الحكومة السورية الجديدة للمشاركة فيها لأول مرة، بعد التغيرات السياسية التي شهدتها البلاد.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن السلطات السورية ستكون "بالطبع" ضمن المدعوين إلى القمة المقرر انعقادها في 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، في ما يُعد اعترافاً روسياً مباشراً بالنظام السياسي الجديد في سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع.
وتشير تقارير متطابقة إلى أن بشار الأسد، الذي لا يزال يقيم في روسيا منذ مغادرته دمشق في 7 ديسمبر 2024، قد يتواجد في موسكو بالتزامن مع القمة، ما يضيف بعداً سياسياً مهماً لهذه المناسبة، ويطرح تساؤلات حول مستقبل وضعه القانوني والسياسي داخل الأراضي الروسية.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قد أكدت في وقت سابق أن الدعوات الرسمية وُجّهت باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى كافة قادة الدول العربية، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، في خطوة تعكس طموح موسكو للعب دور أكثر فاعلية في صياغة التوازنات الإقليمية.
وفي السياق نفسه، صرّح ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن غالبية الدول العربية أعربت عن اهتمامها بالمشاركة في القمة، وهو ما يعكس أهمية جدول الأعمال المتوقع أن يتناول ملفات استراتيجية، من بينها الوضع في سوريا، والأزمة اليمنية، ومستقبل الطاقة والأمن الإقليمي.
ويرى مراقبون أن مشاركة الحكومة السورية الجديدة في هذا المحفل الدولي تمثل نقطة تحول في تعاطي موسكو مع الملف السوري، كما تمهّد لمرحلة جديدة من الانخراط العربي في إعادة ترتيب المشهد السياسي في دمشق، بعد سنوات من العزلة والصراع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news