في وقتٍ تتسع فيه رقعة الجوع وتتشظى فيه حياة المواطنين في المحافظات المحررة، يقف مجلس القيادة الرئاسي في مرمى نيران الغضب الشعبي، وسط تصاعد دعوات تطالب برحيله بعد اتهامه بالعجز التام عن معالجة الأزمات المتفاقمة.. في هذا السياق، تتحرك "العين الثالثة" لتسبر عمق المشهد وتنقل صدى الشارع المختنق تحت وطأة المعاناة.
المواطن يئن.. والمجلس غائب
الواقع في عدن وغيرها من المدن الخاضعة لما تبقى من سلطات الشرعية لم يعد يحتمل، انقطاع شبه دائم للكهرباء، تدهور في الخدمات الأساسية، ارتفاع صاروخي للأسعار، وانهيار متسارع في العملة الوطنية، كل هذا يضرب شريحة واسعة من المواطنين الذين انزلقوا تحت خط الفقر، بل والمجاعة، في ظل غياب تام لأي استجابة مسؤولة من قيادة الدولة.
من عدسة "العين الثالثة"، تبدو المشاهد صادمة: أطفال بوجوه شاحبة، أمهات يجرن خطواتهن في طوابير الغاز، وشباب يقضون أيامهم في بحث لا ينتهي عن لقمة تسد رمق أسرهم.
صرخة شعب
في مشهد تداولته منصات التواصل بكثافة، خاطب الإعلامي مختار الفقيه مجلس القيادة الرئاسي بكلماتٍ لامست جوهر الأزمة: "الشعب يتضور جوعًا لا مجازًا بل حقيقة تُشاهد في وجوه الأطفال وتُسمع في أنين الأمهات."
الفقيه لم يكتفِ بالوصف، بل وجه تساؤلات مريرة تعكس شعورًا عامًا بالخذلان: "أين قراراتكم؟ لماذا لا تُحسم معركة الخلاص؟ البلد تموت اقتصاديًا، وأنتم تتقاسمون المناصب وكأن الشعب لا يعنيكم."
الغلاء يحرق الجيوب والرواتب لم تعد تكفي
ترصد "العين الثالثة" واقعًا اقتصاديًا مأساويًا: الريال اليمني ينهار يومًا بعد يوم، أسعار المواد الغذائية تجاوزت ضعف قيمتها خلال أشهر قليلة، وموظفون حكوميون بلا رواتب منتظمة، أو برواتب لا تكفي حتى لشراء دقيق وزيت.
في أسواق عدن، تتكرر الشكوى ذاتها: "نعمل طوال الشهر ولا نشتري حتى الأساسيات".
أما التجار، فقد باتوا بين نار الخسائر وغياب الرقابة، وسط انهيار القدرة الشرائية وتعثر الحركة التجارية.
"العين الثالثة" تفتح ملف العبث السياسي
داخل مجلس القيادة الرئاسي، تتعالى الخلافات، لا حول الوطن أو مواجهة الميليشيات، بل على الحقائب والمناصب، مشهد عبثي يرسمه الصحفي محمد المسبحي بمرارة: "الشعب يقف على حافة الجوع... بينما المجلس مشغول بالصراعات البينية على النفوذ".
صحفيون وناشطون حذروا من أن المجلس تحول إلى سلطة شكلية، بلا أثر ملموس، بينما البلاد تنزلق إلى هاوية الانهيار الكامل، من داخل أروقة "العين الثالثة"، تتقاطع المعلومات حول وجود عجز سياسي في إحداث أي اختراق جاد في الملفات السيادية، وتفاقم حالة الجمود في الأداء التنفيذي.
مطالبات بالبديل.. وحنين لـ"هادي"
في ظل انسداد الأفق، تعالت دعوات لتغيير المجلس الرئاسي واستبداله بقيادة وطنية "قادرة على انتشال البلاد من حافة الانهيار"، كما قال الناشط أمين الحرازي.
فيما دعا آخرون إلى عودة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي باعتباره "المفوض الدستوري" الذي يحق له سحب صلاحياته من المجلس الحالي بعد فشله الذريع.
وكتب ناشط على منصة "إكس": "مجلس الثمانية لم يُحقق شيئًا.. بل فشل فشلًا ذريعًا في كل الملفات.. عودة هادي اليوم ليست عودة فرد بل عودة شرعية تم الانقلاب عليها تحت ذريعة الشراكة".
هل اقتربت لحظة الانفجار؟
بحسب رصد "العين الثالثة"، فإن عدن تقف على شفا انفجار شعبي حتمي إذا استمر المشهد في انحداره، التذمر يتصاعد، الأصوات الغاضبة تزداد، والمواطن بات لا يرى في الأفق ما يبعث على الأمل.
ورغم خطورة الوضع، لا مؤشرات حقيقية على رغبة المجلس في مراجعة سياساته أو إصلاح إخفاقاته. الخطاب الرسمي لا يتجاوز بيانات التهدئة، بينما الأرض تغلي.
تحذير: الانهيار لا يستثني أحداً
في ضوء المعطيات، يبدو أن مجلس القيادة أمام مفترق طرق: إما تحرك عاجل لإنقاذ البلاد، أو مواجهة غضب شعبي لا تحمد عقباه.
عدن، كما تُظهر "العين الثالثة"، لم تعد تتحمل مزيداً من الخذلان، الجوع بلغ العظام، والكرامة تآكلت، والأمن يتآكل، والاقتصاد يحتضر، فهل يستفيق المجلس؟ أم أن السقوط الكامل بات مسألة وقت؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news