قال نائب رئيس دائرة الإعلام والثقافة في التجمع اليمني للإصلاح، عدنان العديني، إن الشيخ الشهيد صالح حنتوس، الذي قتلته مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد حصار وقصف منزله في محافظة ريمة، يُمثل جمهورية القيم، لا جمهورية الورق.
وأوضح العديني، في مقال له على صفحته بمنصة "إكس"، إن الرجل تربّت على يده أجيال من اليمنيين المؤمنين بأن السلطة ليست حقاً سلالياً، وأن الإنسان يولد حراً.
وأكد أن الشيخ الذي استشهد مساء أمس الثلاثاء، لم يغيّر ثوبه ولا لسانه في زمن الانحناء.واعتبر أن إرسال جماعة (مليشيا الحوثي) تدعي السيطرة كتيبةً كاملةً لمواجهة شيخ مسن، اعتراف ضمني بأن الكهنوت ما زال مهزوزًا أمام فكرة الجمهورية، وأمام الكلمة، ومعه لن تفلح بنادقهم في إخراس وصية.
وبين نائب رئيس إعلامية الإصلاح أن الشيخ صالح حنتوس انتصر لأنه أعطى الجمهورية وجهها الحقيقي، مشيراً إلى أنه شيخ أعزل، صادق، يقف في وجه سلالة غاصبة، بكل هدوء وكرامة.
وتابع قائلاً: "انتصر لأنه حرّك فينا الإيمان بأن الكهنوت، مهما توحش، لا يستطيع اغتيال الجمهورية التي في قلوب الناس".
وشدد العديني على أن الشيخ حنتوس لم يكن شهيد مظلومية، بل شهيد موقف، منوهاً بأن شهادته ليست وداعًا، بل دعوة للعودة إلى أصل القضية، لافتاً إلى أن الجمهورية هي خط الدفاع الأخير ضد الكهنوت، وأن صوت الشيخ أقوى من كتيبة، ومن مشروعٍ تدميريٍّ بأكمله، وإن تغطّى بفلسطين.
وأكد العديني أن كتيبة مهام خاصة بكامل عتادها تخرج من صعدة وتتجه صوب ريمة، لا لمواجهة خصم مسلح، بل لمداهمة بيت ريفي يقطنه شيخ مسن تجاوز السبعين، مع نسائه وأحفاده، وصوت ما زال يعلو بالقرآن.
وتابع بالقول: "ليست هذه مجرّد جريمة، بل مشهد صادم من اختلال ميزان القوة بين حشد مدجج بالسلاح، ورجل أعزل لا يحمل إلا وصيته، لكنها وصية جمهورية".
وأوضح العديني أن الشيخ صالح حنتوس، أحد أعمدة تعليم القرآن، لم ينخرط في العمل السياسي بشكل مباشر، لكنه ظل يعمل في قلب الفكرة الجمهورية، بوصفه معلماً للناس، وصاحب رسالة، ووجهاً من وجوه النظام القيمي الذي حاول الكهنوت سحقه منذ لحظة انقلابه، معتبراً مهاجمة مليشيا مسلّحة ضد معلم قرآن لأنه لم يركع لها، هو استهداف لجوهر الجمهورية، في أن يكون الإنسان حراً، صادقاً، وفياً لقيمه، لا تابعاً لإمام ولا خادمًا لسلالة.
وأشار إلى وصية الشيخ حنتوس قبيل استشهاده، وقال إن الرجل بهذه الكلمات ثَبَّت جمهوريته، مبيناً أن الجمهورية ليست وثيقة رسمية، بل موقف ووعي يجعلك تقول لا حين يجب أن تُقال، حتى لو قالها الرجل الوحيد وسط البنادق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news