اعتبر أستاذ القانون الدولي المغربي، البروفيسور توفيق جزوليت، أن حل القضية الجنوبية لا يزال مرهونًا بالموقف السعودي، مشيرًا إلى أن الرياض تمتلك أدوات التأثير الحاسمة على مجمل الملف اليمني، بما في ذلك مسار القضية الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي تحليل سياسي نشره مؤخرًا، قال جزوليت إن المملكة العربية السعودية، بصفتها الراعي الرئيسي لـ"اتفاق الرياض" الموقع عام 2019، لم تُعطِ الجنوب أي اعتراف قانوني أو سياسي يعكس طموحات أبنائه، بل تعاملت معه كملف فرعي ضمن الأزمة اليمنية، وهو ما جعل الاتفاق عبئًا على المجلس الانتقالي أكثر منه مكسبًا، بحسب تعبيره.
وأضاف أن الأمم المتحدة لم تُظهر أي جدية في التعامل مع القضية الجنوبية كقضية تقرير مصير لشعب، بل أدرجتها في تقارير مجلس الأمن تحت إطار الأزمة اليمنية العامة، دون تخصيصها أو منحها خصوصية حقوقية وسياسية، مما زاد من تعقيد المشهد.
ورأى جزوليت أن أداء المجلس الانتقالي الجنوبي في الساحة الدولية ما يزال ضعيفًا من الناحية الدبلوماسية، وأنه لم ينجح حتى الآن في تحويل قضيته إلى أولوية دولية أو فرض نفسه كممثل شرعي وحيد للجنوب، مضيفًا أن الأمم المتحدة لا تزال تنظر إليه على أنه "فاعل محلي ذو طموح سياسي"، وليس طرفًا تفاوضيًا كاملاً.
وحذر من أن استمرار الجمود السياسي في الموقف الإقليمي والدولي قد يؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتهميش القضية الجنوبية، داعيًا إلى تغيير جذري في نهج السعودية، والضغط من أجل مفاوضات سياسية مشروطة بضمانات دولية تُعيد الاعتبار للجنوب كطرف مستقل في أي تسوية قادمة.
واختتم جزوليت تحليله بالتأكيد على أن القضية الجنوبية لن تجد طريقها للحل دون ضغط سياسي ودبلوماسي منظم ومدروس، مطالبًا المجلس الانتقالي بإعادة صياغة استراتيجيته الخارجية والانخراط بشكل فاعل في الحوارات الإقليمية والدولية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news