المرسى – خاص
على مرأى البصر، تبدو المسافة بين جانبي طريق حيس الجراحي جنوب الحديدة، لكنها رحلة مستحيلة.
ليس مجرد طريق يربط مدينتين، بل هو شريان حيوي ورئيسي يربط محافظة الحديدة بمحافظتي تعز وإب ويعتمد عليه مئات آلاف اليمنيين في المنطقة.
يبلغ طول الطريق نحو 15 كيلومترا وفي السابق كان اجتيازه يستغرق نحو 17 دقيقة، أما الآن يستغرق الأمر ساعات طويلة من العذاب تصل إلى أكثر من 20 ساعة.
ويضطر أبناء المنطقة منذ 9 سنوات لعبور طرق جبلية وعرة بديلة عبر جبل راس والعدين في مسار التفافي.
لا بديل
ويفرض الطريق البديل أعباء ومخاطر جمة على المسافرين الذين ينتقلون لغرض العلاج والحالات الطارئة، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والمواصلات بصورة جنونية.
أدى ذلك إلى حرمان العديد من الأسر من مصدر دخلها الذي يعتمد على بيع منتجاتها في أسواق حيس.
كما أدى قطع الطريق إلى ارتفاع قيمة السلع الغذائية بسبب إضافة تكاليف النقل إلى السعر النهائي للمنتجات، الأمر الذي فاقم الأوضاع المعيشية الصعبة أصلا.
غربة داخلية
وبسبب قطع الطريق، باتت آلاف الأسر تعيش غربة داخلية في ظل عجزها عن زيارة ذويها وأقاربها.
وعقب فتح طريق عدن-الضالع-صنعاء جدد أبناء المنطقة مطالباتهم بإعادة فتح الطريق، وشكا ناشطون محليون من تجاهل مأساة المنطقة جراء قطع الطريق.
وفي يونيو 2024 أعلنت السلطات المحلية أن الطريق مفتوحة من جهة الشرعية بحيس ولم يتبقى سوى أستجابة الطرف الآخر لتخفيف معاناة المواطنين.
وتوجت مبادرة السلطة المحلية بزيارة محافظ الحديدة الحسن طاهر إلى الطريق وإزالة العوائق.
ألغام ومخلفات
ويتطلب فتح الطريق من الاتجاه الآخر تطهير الطريق من حقول الألغام والمفخخات التي زرعها الحوثيون، ومن ومخلفات الحرب.
ويرفض الحوثيون تسليم خرائط الإلغام أو السماح للفرق الهندسية بتطهير المنطقة وفتح الطريق أمام المسافرين المنهكين من مشقة السفر عبر الجبال والوديان البعيدة.
وأطلق صحفيون مناشدات متكررة لتجنيب الطريق الحسابات السياسية باعتباره حقا انسانيا اصيلا، لكن دون جدوى.
وحتى اللحظة لايزال أبناء المنطقة يأملون في تحرك جاد للضغط باتجاه فتح الطريق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news