يمن إيكو|ترجمة:
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن الولايات المتحدة أنشأت قاعدة عسكرية جديدة وموقعين لوجستيين إضافيين على الأقل، داخل السعودية، وذلك لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة ضمن استراتيجيات المواجهة مع إيران وكذلك مع خصوم آخرين مثل قوات صنعاء.
ونشرت الصحيفة، هذا الأسبوع، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أنه “قبل وقت طويل من الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية الأسبوع الماضي، والهجوم الصاروخي الإيراني الانتقامي، ظهرت ملامح خافتة لقاعدة أمريكية جديدة على بعد نحو عشرين ميلاً من ساحل السعودية على البحر الأحمر”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “القاعدة ظهرت لأول مرة في صور الأقمار الصناعية في أوائل عام 2022، وكان وجودها الناشئ يشير إلى ما توقعه المخططون العسكريون منذ فترة طويلة: وهو أن الصراع العسكري المستمر مع إيران أمر محتمل تماماً، وأنه إذا جاء ذلك اليوم، فسيعتمد الجيش الأمريكي على أكثر من مجرد الطائرات الحربية والسفن البحرية، حيث سيحتاج إلى طريقة جديدة لنقل وتخزين الإمدادات على مسافة أبعد من إيران مقارنةً بمعظم القواعد الأمريكية، وبالتالي ستكون أقل عرضة للهجوم”.
وأضافت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن القاعدة الواقعة بالقرب من البحر الأحمر والمعروفة باسم (منطقة الدعم اللوجستي جينكينز) من المرجح أن تصبح “مركزاً لوجستياً رئيسياً”.
وأوضحت أنه “حتى العام الماضي، بدا أن قاعدة (جنكينز) الجوية شبه خالية من أي نشاط، لكن منذ ذلك الحين، شهد الموقع توسعاً سريعاً، وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية، ومن بين التحسينات توسيع مرافق تخزين الذخيرة وإيواء القوات، بالإضافة إلى تحسينات أمنية في القاعدة”.
وذكرت الصحيفة أنه “عندما تم بناء القاعدة لأول مرة في عام 2022، كانت عبارة عن منطقتين مربعتين مرصوفتين وبعض المخابئ الفارغة المحاطة جزئياً بحاجز ترابي، بدون أي علامة على وجود أفراد متمركزين هناك، وبحلول يناير 2024، أظهرت صور الأقمار الصناعية معسكراً صغيراً يتكون من حاويات شحن وبضع خيام بيضاء مُقامة في زاوية من القاعدة، كما تُظهر الصور التي نشرها الجيش خلال تدريب على الاستعداد اللوجستي في قاعدة (جينكينز) الجوية بعد بضعة أشهر شاحنات تدخل منشأةً بدائيةً ذات طرق ترابية وأسواراً من الأسلاك الشائكة، ومنذ ذلك الحين، توسّعت هذه المنشأة بشكل كبير”.
وكشفت الصحيفة أن “صور الأقمار الصناعية الملتقطة، الأسبوع الماضي، تظهر عشرات المباني والخيام والمركبات والطرق المعبدة وموقعاً مُحسّناً لتخزين الذخيرة وأعمال بناء في عدة مواقع عبر المنشأة التي يبلغ عرضها ميلاً واحداً، وفي مخابئ الذخيرة، تُرصَّ صناديق بيضاء مطابقة للون وحجم وشكل عبوات الصواريخ البحرية في صفوف مرتبة، كل منها مكون من ستة صناديق”.
وأضافت أن “وثائق التعاقد الحكومية تظهر أيضاً ارتفاعاً في الإنفاق على الإمدادات والمركبات والخيام للمنشأة والأفراد هناك، بإجمالي يزيد عن 3 ملايين دولار، منذ أوائل عام 2024، كما تُظهر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أن وحدات من الجيش الأمريكي مسؤولة عن الخدمات اللوجستية، بما في ذلك قيادة الدعم الاستكشافي، شاركت في تشغيل الموقع”.
وبحسب الصحيفة فإن “صور الأقمار الصناعية والعقود الحكومية تظهر أيضاً بناء موقعين لوجستيين أمريكيين آخرين على الأقل في مطاري الطائف وجدة، مع أن هذين الموقعين أصغر بكثير وأقل نشاطاً من قاعدة (جينكينز) حيث تتكون هذه المواقع بشكل أساسي من مخابئ تُستخدم لتخزين الذخائر والوقود، بالإضافة إلى مناطق مُعبّدة يُمكن أن تستضيف أماكن إقامة ومواقع دفاع جوي”.
وأشارت إلى أن “عرضاً تم تقديمه في مؤتمر الهندسة العسكرية في وقت سابق من هذا العام، تضمن خططاً مقترحة لبناء منشأة أكبر في قاعدة (جنكينز) الجوية، بالإضافة إلى أعمال البناء في قواعد أخرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
ووفقاً للصحيفة فإن “التحسينات في القاعدة وما حولها تتضمن إضافات إلى مطار قريب، ومزيداً من مخازن الذخائر، وصيانة المركبات، ومناطق التجمع، وموقعاً للمعنويات والرعاية والترفيه للقوات”.
ونقلت الصحيفة عن برايان كارتر، مدير شؤون الشرق الأوسط في معهد أمريكان إنتربرايز، قوله: “كان الدافع الأولي هو محاولة دفع بعض البنية التحتية العسكرية الأمريكية خارج نطاق الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية”، مضيفاً أن “ذلك قد يدعم أيضاً حملات عسكرية أخرى، مثل محاربة الحوثيين في اليمن”.
كما نقلت عن ديكر إيفليث، محلل الأبحاث في مركز التحليلات البحرية، قوله إن “ميزة القواعد البعيدة، على الجانب الآخر من المملكة العربية السعودية، تكمن في أن استهدافها يتطلب من إيران استخدام صواريخ باليستية متوسطة المدى، وهذا سيتيح مزيداً من الوقت للدفاعات الجوية لاعتراضها وللقوات للاحتماء”.
مع ذلك أوضحت الصحيفة أن “موقع قاعدة جينكينز الجوية لا ينفي تماماً خطر الهجمات بالذخائر قصيرة المدى، فهي تقع أقرب إلى اليمن، حيث سبق للحوثيين أن أطلقوا صواريخ وطائرات مسيرة على سفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news