وسط أعباء معيشية واستغلال طائفي للتعليم: إنطلاق العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة عصابة الحوثي
بدأ، السبت، العام الدراسي الجديد في مناطق سيطرة عصابة الحوثي، وسط أجواء من القلق الشعبي والضغوط المعيشية التي تخنق غالبية الأسر اليمنية، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية وعدم انتظام صرف رواتب الموظفين، وعلى رأسهم المعلمون.
وقال أولياء أمور في العاصمة المختطفة صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة العصابة لـ"المنتصف نت"، إنهم يواجهون صعوبات بالغة في توفير مستلزمات التعليم لأبنائهم، من زي مدرسي وكتب ودفاتر وقرطاسية، بالإضافة إلى الرسوم التي باتت تفرضها بعض المدارس الحكومية بصورة غير قانونية، بتوجيهات من قيادات تابعة لعصابة الحوثي .
وأكد أولياء الأمور أن القلق يتضاعف مع كل عام دراسي جديد، نظراً لتحول التعليم من حق أساسي إلى عبء ثقيل، وسط انعدام مصادر الدخل وانتشار البطالة، وتخلي عصابة الحوثي عن أي التزامات تجاه المعلمين والمدارس.
إلى جانب الأعباء المعيشية، يشهد التعليم في مناطق سيطرة عصابة الحوثي استغلالاً غير مسبوق، حيث تعمل العصابة على تحويل العملية التعليمية إلى وسيلة للحصول على الجبايات وفرض الإتاوات على المدارس الخاصة، التي أصبحت هدفاً لممارسات الابتزاز المنظم.
وتشير مصادر تربوية إلى أن العصابة تفرض "رسوم دعم مناسبات طائفية" على إدارات المدارس، وتلزمها بالمشاركة في الفعاليات السياسية والإجبارية التي لا تمت للعملية التعليمية بصلة.
وفي مظهر آخر من مظاهر استغلال التعليم، تواصل عصابة الحوثي إدخال تعديلات طائفية على المناهج الدراسية، تشمل حشو المقررات بمفردات مذهبية وشخصيات طائفية، وتغييب متعمد لكل ما يتعلق الثورة والجمهورية، في محاولة واضحة لغسل أدمغة الأجيال الناشئة وتشكيل وعيهم وفقاً لأيديولوجيا الجماعة المستوردة من إيران.
وبحسب معلمين تحدثوا لـ"المنتصف نت"، فإن خطب التعبئة والتحريض الطائفي أصبحت جزءاً من الطابور الصباحي، فيما يتم إجبار المدارس على تعليق شعارات عصابة الحوثي وتخصيص حصص كاملة للحديث عن "الولاية" و"أعداء آل البيت"، ما يمثل تسييساً خطيراً للتعليم وانحرافاً عن رسالته الوطنية.
وكانت نقابة المعلمين اليمنيين وثّقت في وقت سابق مئات الانتهاكات بحق الكوادر التربوية في مناطق سيطرة عصابة الحوثي، بينها حالات فصل تعسفي واستبدال المعلمين المؤهلين بعناصر طائفية، ما يهدد بانهيار المنظومة التعليمية ويدفع بالبلاد نحو مزيد من الجهل والتطرف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news