ثلاث سنوات من الجمود: هل فشل مجلس القيادة الرئاسي في إنقاذ الدولة؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 104 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ثلاث سنوات من الجمود: هل فشل مجلس القيادة الرئاسي في إنقاذ الدولة؟

في أبريل 2022، وُلد مجلس القيادة الرئاسي في لحظة اعتبرها البعض "فرصة استثنائية" لإنقاذ المسار السياسي والعسكري في اليمن، وإعادة توحيد الصفوف خلف مشروع الدولة. إلا أن تطورات السنوات الثلاث الماضية أظهرت بوضوح أن هذا الكيان، بدلاً من أن يكون رافعة وطنية، بات عبئًا إضافيًا على مشروع استعادة الدولة، كما يراه الكثير من المراقبين والفاعلين المحليين..

ثلاث سنوات مرّت، ومعها تصاعدت الأسئلة: ماذا حقق المجلس؟ هل تقدم مشروع التحرير؟ أين ذهبت موارد الدولة؟ وهل ما زال المجلس يمثل أداة إنقاذ أم عبئاً إضافياً على الوطن والمواطن؟

جبهات الصمت.. وهدنة بلا نهاية

على المستوى العسكري، توقفت كل الجبهات تقريبًا، وتحولت المعركة الوطنية ضد جماعة الحوثي إلى مشهد جامد، يفتقد لأي مبادرة فعلية. لم يُحرّك مجلس القيادة ساكنًا حيال خروقات الحوثيين المستمرة، بل بدت المعركة وكأنها مؤجلة إلى أجل غير مسمى.

ويرى محللون أن الموقف العسكري بات أقرب إلى "الإدارة السياسية للتجميد"، حيث لم تشهد الجبهات الجنوبية والشمالية أي تغيّر ميداني ملموس، ما منح الحوثيين فسحة واسعة لإعادة التمركز، وتطوير قدراتهم العسكرية، بل والانخراط في تفاهمات إقليمية تُفسّر على أنها إضفاء شرعية غير مباشرة للواقع الانقلابي.

القرار السياسي خارج الحدود

سياسيًا، تحوّل القرار الوطني إلى ملف تائه بين العواصم الإقليمية، حيث بات واضحًا غياب القيادة عن التفاعل مع القضايا الجوهرية للمواطنين، وابتعادها عن هموم الداخل وانشغالاته. ومع تراجع أدوار المؤسسات السيادية، أصبحت القرارات المصيرية تُطبخ خارج إطار الدولة، ما زاد من فجوة الثقة بين الشارع والمجلس.

ولم يصدر عن المجلس أي موقف واضح من ملفات ملحة، أبرزها إعادة ترتيب أولويات السلطة، أو إعادة هيكلة المؤسسات السيادية، أو حتى توحيد الصف داخل المناطق المحررة، في وقت تستمر فيه الخلافات بين القوى الممثلة داخل المجلس نفسه.

الاقتصاد.. في مهب الريح

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد عانت البلاد من نكسة قاسية، حيث فقد الريال اليمني أكثر من نصف قيمته خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وتوقفت صادرات النفط، وانعدمت القدرة الشرائية للمواطن، بينما ارتفعت نسب الفقر والبطالة والجوع إلى مستويات قياسية.

وفي وقت تواصل فيه ميليشيا الحوثي فرض واقع اقتصادي خاص بها، تغرق الحكومة المعترف بها دوليًا في دوامة العجز المالي، وسوء الإدارة، والفساد المستشري، وسط غياب أي خطة إنقاذ فعلية أو تحرّك دولي ملموس.

نهب الموارد وتهميش المحافظات

ضمن أكثر ما يثير الجدل، تتجه أصابع الاتهام إلى شخصيات ومكونات فاعلة داخل المجلس بأنها تُسهِم بشكل مباشر في تفكيك المؤسسات الاقتصادية، واحتكار القرار المالي بعيدًا عن أي رقابة أو شفافية، الأمر الذي أدى إلى تعطيل عمل مؤسسات خدمية حيوية في المحافظات المحررة.

ويشكو مواطنو تلك المحافظات من غياب التنمية، وتأخر الرواتب، وتدهور الخدمات، في مقابل استمرار بعض الجهات في التصرف بالإيرادات بشكل أحادي، وغياب أي توزيع عادل للموارد.

صوت الداخل يُقصى.. والبدائل غائبة

وبينما يتحدث المجلس عن "إصلاح شامل"، فإن الوقائع تشير إلى حالة من العزلة السياسية، حيث تم تهميش النخب الوطنية، وإقصاء الكفاءات، وتغييب الإعلام الحر، وتضييق مساحة النقاش العام، ما خلق فراغًا سياسيًا وانعدامًا للثقة بين المواطن وسلطته.

وحتى الآن، لم يتمكن المجلس من إنتاج رؤية استراتيجية واضحة للخروج من الأزمة، كما لم تتبلور أي آلية لإشراك القوى المجتمعية والمدنية في القرار، رغم ما تمر به البلاد من لحظة حرجة تتطلب استنهاض كافة الطاقات.

خلاصة ثلاث سنوات.. مشروع يترنح

بعد مضي ثلاث سنوات على إعلان المجلس، لم يُنجز شيء يُذكر على الأرض سوى بيانات وخطابات وتصريحات، مقابل تراكم فشل في الملفات الحيوية كافة. يعلّق الباحث السياسي عادل العبسي:"كانت اللحظة التاريخية تستدعي قيادة انتقالية جريئة، لكن ما حصل هو العكس: إدارة مترددة، وأداء باهت، وغياب للجرأة في القرار".

ويختم بالقول:"المشكلة ليست في وجود المجلس من عدمه، بل في غياب الإرادة لصناعة التغيير داخله، وتحوله إلى واجهة شكلية في ظل غياب دولة حقيقية."

ويعكس أداء مجلس القيادة الرئاسي بعد ثلاث سنوات عجزًا واضحًا عن تحقيق الأهداف التي شُكل لأجلها، القرارات تدار من الخارج، والميدان غائب، والاقتصاد منهار، والمواطن يتكبد ثمن الفشل. لا مؤشرات إصلاح حقيقي، ولا مؤشرات على أن المجلس بصدد تصحيح المسار.

ما لم يتم تصحيح المسار خلال فترة وجيزة، فإن استمرار مجلس القيادة بصيغته الحالية لا يعد فقط إهدارًا للفرص، بل تهديدًا لمشروع الدولة ذاته، في وقت أصبحت فيه استعادة الثقة أولى خطوات الاستعادة الحقيقية لليمن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الزبيدي يضع شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في تحرير صنعاء

نيوز لاين | 711 قراءة 

محلل عسكري يكشف ورقة ضغط سياسية قد تُربك الحوثي والانتقالي

نيوز لاين | 561 قراءة 

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 555 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 484 قراءة 

تصريحات أصالة نصري عن اليمن تثير الجدل من جديد.. ماذا قالت؟

المشهد اليمني | 469 قراءة 

اشتعال المعارك في مأرب اليمنية بين قوات الجيش و الحوثيين

يمن فويس | 463 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 438 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 375 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 363 قراءة 

عشبة القات تصل مكة المكرمة والقبض على مقيم بحوزته كمية كبيرة

يمن فويس | 328 قراءة