الجفاف يخنق الزراعة ويهدد الأمن الغذائي في تعز ولحج

     
المنارة نت             عدد المشاهدات : 53 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الجفاف يخنق الزراعة ويهدد الأمن الغذائي في تعز ولحج

أثّر الجفاف، خلال الأشهر الماضية، بشكل كبير، على الزارعة وتربية المواشي، في محافظتي تعز ولحج الواقعتين في جنوب غربي اليمن، بإستثناء بعض المناطق في المحافظتين، التي شهدت هطول أمطار خفيفة، مما يهدد الأمن الغذائي لمعظم المواطنين الذين يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي، في توفير احتياجاتهم.

وإلى جانب ذلك، فاقمت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، من مشكلة انعدام الأمطار والجفاف، خاصةآ في محافظة تعز، من خلال منعها مياه الغيول الشحيحة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في المحافظة، عن المواطنين الذين يستخدمونها للشرب والاحتياجات المنزلية.

وذكر مزارعون، انه بعد طول انتظار، هطلت الأمطار على أجزاء من محافظتي تعز ولحج، في حين لا يزال أغلب المزارعين في بقية المناطق يلقون بذور الحبوب والبقوليات في أراضيهم على أمل أن تصل إليها المياه قبل فوات موسم زراعتها، وسط مخاوفهم من تلفها.

شحة المياه

وقال المهندس الزراعي سمير المقطري، أن تأخر هطول الأمطار وتغيرات مواسم الزراعة وانعدام البدائل يؤدي إلى تراجع الإنتاج الزراعي بشكل كبير، ويؤثر على تربية المواشي، ما يضر بالأمن الغذائي لغالبية العائلات الريفية، الذين يعتمدون على هذه الأنشطة في توفير جزء كبير من قوتهم طوال العام.

واضاف المقطري للزميلة صحيفة آ«الشرق الأوسطآ» أن محاصيل الحبوب والبقوليات التي تعتمد زراعتها على موسم الأمطار، تمثل مصدراً غذائياً مهماً للمزارعين وعائلاتهم في فترات السنة؛ خصوصاً في الشتاء التالي لمرحلة الحصاد؛ حيث يستغنون خلاله بشكل كبير عن الأغذية المستوردة، كما أن بيع جزء من محصولهم يساهم في توفير دخل مؤقت لهم في تلك الفترات.

وتشهد غالبية أرياف المديريات الجنوبية لمحافظة تعز جفافاً غير مسبوق، ويعاني سكانها من شحة المياه، ويلجأ الأطفال والنساء إلى قطع مسافات طويلة لنقل كميات محدودة من المياه للشرب والاستخدامات المنزلية على رؤوسهم أو على ظهور الحيوانات.

من جهته، يقول نبيل سعيد، وهو معلم يعمل في مديرية الشمايتين في محافظة تعز، إنه اضطر أخيراً لدفع مبالغ مالية للعائلة التي مكنها من الانتفاع بالأراضي الزراعية التي يملكها في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (موطنه الأصلي) للحفاظ عليها من التدهور.

ويبرر المعلم نبيل سعيد، اضطراره لدفع تلك المبالغ بأن العائلة اشتكت له من عدم قدرتها على زراعة أراضيه وتحمل تكاليف ذلك، بعد أن كانت في بداية الأمر تقاسمه المحصول نهاية كل موسم، وتهديه من منتجات المواشي التي تربيها.

جفاف طويل

وسط هذه التقلبات المناخية في اليمن حذّر تقرير أممي من تدهور واسع في القطاع الزراعي، نتيجة استمرار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، ومن تداعيات خطيرة على سبل العيش وتأمين الغذاء.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في تقرير لنظام معلومات الأمن الغذائي والإنذار المبكر التابع لها، أن اليمن عاش، الشهر الماضي، هطول أمطار محلية محدوداً في المرتفعات، وجفافاً في المناطق الشرقية والساحلية.

وتجاوزت درجات الحرارة حاجز 42 درجة مئوية في المناطق الشرقية والساحلية، ما تسبب في زيادة معدلات التبخر وانخفاض رطوبة التربة، وإجهاد المحاصيل، حتى في مناطق المرتفعات التي تتميز عادة بدرجات حرارة أكثر برودة.

خطر تفاقم التحديات

وأعربت المنظمة عن مخاوفها من أن تعرض الموارد المائية لضغوط إضافية بسبب ضعف تدفق المياه وارتفاع الحاجة إلى الري سيفاقم التحديات التي تواجه المجتمعات الزراعية، خصوصاً في المناطق المرتفعة والساحلية، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف من أثر الجفاف على الإنتاج الزراعي، ودعم المزارعين، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر.

وتراجعت، خلال السنوات الأخيرة، كميات الأمطار في محافظة لحج، بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة، ما ألقى بتأثيرات قاسية على السكان الذين يعمل غالبيتهم في الزراعة.

ويصف الخبير الزراعي محمد سيف ثابت الوضع في محافظة لحج بأنه يقترب من الكارثي، بعد أن زحفت الرمال على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وجرَّدتها من الغطاء النباتي تماماً، في حين بات الحصول على الماء للاستخدامات المنزلية هاجساً يؤرق غالبية السكان.

وأوضح ثابت لـ آ«الشرق الأوسطآ» أن محافظتَي تعز ولحج من أكثر مناطق البلاد تأثراً بالجفاف والتغيرات المناخية، بسبب ضيق المساحة الصالحة للزراعة مقارنة بالكثافة السكانية التي تضاعفت خلال سنوات الحرب بفعل النزوح، واضطرار آلاف العائلات المهاجرة داخل البلاد، والتي تنتمي إلى المحافظتين، للعودة إلى موطنها الأصلي.

إهلاك الغطاء النباتي

كشف التقرير الأممي عن تدهور مؤشرات الغطاء النباتي بشكل ملحوظ في معظم المناطق الزراعية، في حين أدى نقص الأمطار وارتفاع الحرارة إلى ظهور علامات مبكرة لإجهاد نباتي واسع النطاق، ما قد ينعكس سلباً على إنتاجية المحاصيل خلال الموسم الزراعي الرئيسي.

ونوه التقرير بأن تأخر الزراعة في المناطق المطرية، وانخفاض توافر الأعلاف للمواشي، إلى جانب ارتفاع تكاليف المدخلات، عوامل تزيد من هشاشة سبل العيش، وتُعمّق من مخاطر أزمة غذائية في الأرياف.

ووفقاً للخبير الزراعي ثابت، فإن النزوح الذي تسببت به الحرب مثّل ضغطاً هائلاً على الموارد المائية من جهة، ودفع إلى مزيد من الاحتطاب الجائر في ظل أزمات الغاز المنزلي وارتفاع أسعاره، ما ساهم في إهلاك الغطاء النباتي والتراجع في رطوبة الجو التي تساعد على هطول الأمطار، وارتفاع متزايد في درجات الحرارة.

وأدى الجفاف إلى عزوف العديد من العائلات في المحافظة عن مزاولة مهنة الزراعة والهجرة إلى مناطق أخرى للبحث عن سبل عيش أخرى، وهو ما فاقم من تصحُّر المناطق المهجورة.

ويتوقع عبد الله ناجي، وهو ناشط اجتماعي في مديرية القبيطة بلحج، أن يبدأ موسم الأمطار، خلال الأسابيع المقبلة، ليساعد السكان في تجاوز أزمات المياه والجفاف ويعمل على إحياء أجزاء من الأراضي الزراعية الجافة، وإن كان ذلك لن يمكنهم من استئناف موسم الزراعة.

ويرى ناجي، أن المزارعين يفتقرون الخبرات والإمكانيات الكافية للتعامل مع تأخر مواسم الأمطار وتغيير مواسم الزراعة تبعاً لذلك، وإدارة الموارد المائية القليلة بما يمكنهم من حماية أمنهم الغذائي وفق المتاح.

المصدر: "المنارة نت" + "الشرق الأوسط"


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تصدر إعلانا جديدا لجميع المغتربين اليمنيين

صوت العاصمة | 498 قراءة 

عليها آثار تعـ.ـذيب وحشـ.ـي .. العثور على 4 جثـ.ـث لفتيات في هذه المحافظة!

صوت العاصمة | 416 قراءة 

قبيلة يمنية تُلزم المتزوجين بالزواج الثاني أو دفع غرامة مالية

المرصد برس | 415 قراءة 

تفكك في قلب الجماعة: صراع أجنحة داخل الحوثيين يكشف الانهيار القادم وانفجار الخيانة من الداخل

نافذة اليمن | 400 قراءة 

أول تصادم في القمة: خلاف عاصف بين العليمي وبن بريك حول حقيبة المالية.. واستقالة تلوح في الأفق

نافذة اليمن | 363 قراءة 

صحفي عدني يفجرها أمام الجميع ويكشف هذا الأمر

كريتر سكاي | 322 قراءة 

العثور على امراة مقتولة وطفل داخل حديقة شهيرة في صنعاء

كريتر سكاي | 304 قراءة 

مشروع سعودي ضخم يعيد الأمل لليمن.. تنمية شاملة في 11 محافظة

المرصد برس | 294 قراءة 

اغتيال المهندس الرئيسي للجهاز الأمني الحوثي.. من هو؟ (فيديو جرافيك)

جهينة يمن | 293 قراءة 

بعد الابواق الاعلامية المستاجره .. اعلامي يمني مشهور يوجه رسالة من القلب الى الرئيس العليمي والعميد طارق صالح

المشهد الدولي | 252 قراءة