عدن – الخميس 26 يونيو 2025
أفرجت السلطات الأمنية، مساء اليوم الخميس، عن إمام مسجد ساحة الشهداء في مديرية المنصورة – عدن، الشيخ محمد الكازمي، وذلك بعد ساعات من اعتقاله خلال تأديته صلاة الفجر، في واقعة أثارت موجة غضب واستنكار واسع في الأوساط الشعبية والدينية.
وكانت قوة أمنية تابعة للقيادي مصلح الذرحاني قد اقتحمت، فجر اليوم، المسجد أثناء الركعة الأخيرة من الصلاة، وقامت باعتقال الشيخ الكازمي من المحراب، أمام أنظار عشرات المصلين، على خلفية دعائه المتكرر على الكيان الصهيوني في ختام صلواته.
وأكد شهود عيان أن عناصر مسلحة دخلت المسجد بشكل مفاجئ، وقامت بإخراج الإمام بالقوة دون أي احترام لقدسية المكان أو شعائر الصلاة، مما أثار حالة من الصدمة والذهول بين المصلين، الذين عبّروا عن استنكارهم لما وصفوه بـ”الانتهاك الفاضح لحرمة بيوت الله”.
وبحسب مصادر محلية، فإن الاعتقال جاء بأوامر مباشرة من مصلح الذرحاني، بذريعة أن الإمام كان يرفع دعوات صريحة بالهلاك والدمار على إسرائيل، وهو ما اعتبرته الجهة الأمنية تصرفًا “غير منضبط” يستوجب الإيقاف والتحقيق.
غير أن هذه التبريرات لم تلقَ قبولًا في أوساط المجتمع المحلي، بل فجّرت حالة من الغضب الشعبي والرفض القاطع لهذه الإجراءات التي وصفها كثيرون بأنها “قمعٌ للحريات الدينية” و”استفزاز لمشاعر المسلمين”، خاصة في ظل تصاعد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع الحادثة، حيث تصدّرت وسوم مناصرة للشيخ الكازمي المشهد اليمني، مطالبين بإطلاق سراحه فورًا ومحاسبة المسؤولين عن هذا “الاعتداء الآثم”. كما أطلق ناشطون بيانات تضامن من مختلف المحافظات اليمنية، معتبرين أن اعتقال الكازمي يُعد سابقة خطيرة في استهداف الدعاة والأئمة لأسباب تتعلق بمواقفهم من قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وفي ظل هذا الضغط الإعلامي والشعبي المكثّف، اضطرت الجهات الأمنية للإفراج عن الشيخ محمد الكازمي دون توجيه أي تهم رسمية، في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة، وسط دعوات لمحاسبة من أصدر الأوامر ومساءلة العناصر المتورطة في اقتحام المسجد.
ويُعد الشيخ محمد الكازمي من الأئمة المعروفين باعتدالهم وخطابهم المتزن، وسبق له أن ناصر القضية الفلسطينية في خُطَبه ومواعظه بشكل مستمر، دون أن تسجل عليه أي مخالفة أو شكوى رسمية طيلة سنوات خدمته في المسجد.
من جهتهم، أكد أهالي المنصورة وعدد من العلماء والدعاة أن ما حدث لن يمر مرور الكرام، مشددين على ضرورة احترام حرمة المساجد وعدم الزج بها في التجاذبات الأمنية أو السياسية، محذرين من أن تكرار مثل هذه الحوادث قد يؤدي إلى فتنة اجتماعية لا تُحمد عقباها.
وطالبوا الجهات المختصة في العاصمة عدن، وعلى رأسها وزارة الأوقاف والسلطة المحلية، باتخاذ موقف واضح وصريح لحماية دور العبادة وضمان عدم تكرار مثل هذا التصرف الذي وصفوه بـ”الهمجي والمرفوض”.
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news