إنشاء مركز وطني للعسل في العاصمة عدن طَفرة في النهوض بهذه الثروة القومية

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 28 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إنشاء مركز وطني للعسل في العاصمة عدن طَفرة في النهوض بهذه الثروة القومية

للعسل في بلادنا تاريخ ضارب في القدم ، حيث رَجّحت كتب التاريخ أن أصول إنتاجه في بلادنا ترجع إلى ماقبل ثلاثة الآف عام وتحديداً في القرن العاشر قبل الميلاد، ولأهميته الغذائية والاقتصادية حافظت عليه الاجيال، وصانت طرق إنتاجه أبتدائاً بتربية النحل ومعرفة مواعد تكاثره ورعاية طوائفه والحفاظ عليه حتى إستخراج العسل وبيعه وتسويقه للناس، فلقد صار هذا السائل الذهبي موجود في كل بيت يمني على امتداد خارطة البلاد.

*سر تميز العسل بلادنا عالمياً*

يُعد العسل في بلادنا من أجود أنواع العسل في العالم وأغلاها ثمناً، يَكمن السر في ذلك نتيجة طبيعة الارض التي ينمو فيه الأشجار التي يرعى فيها النحل ويجني منها طعامه، ونتيجه للمردود الاقتصادي الذي يعود على النحالين عند بيعهم لانتاجهم من العسل والشمع ازدادت أعدادهم وتضاعف إنتاجهم من العسل جيلاً بعد جيل، قابل هذا زيادة الطلب عليه داخلياً وخارجياً فلقد استشعر اليمنيون فوائد العسل الطبية والغذائية حتى صارت له مكانه في قلوب اليمنيين فأستخدموه كغذاء ودواء ومصدر للرزق في آنً واحد.

*نِسَب وأرقام*

يوجد في اليمن نحو 100 ألف نحّال، ينتجون ما يقارب 1.580 طناً من العسل سنوياً يصدر منها للاسواق الدولية 840 طنا وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2020، وعلى الرغم من التحديات التي تواجه إنتاج العسل إلا أنه لايزال يحظى بسمعته العالية عند سكان الدول التي يُصدّر إليها وبالأخص دول الخليج العربي وأوروبا وأمريكا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية.

صحيح أن تربية النحل منتشر في مختلف أرجاء اليمن إلا أن هناك مناطق اشتهرت بانتاج العسل بل صار يسمى بأسماء تلك المناطق، ورغم هذا اختلفت انواع العسل بناء على طبيعة وتضاريس الأرض وأزهار وثمار الأشجار التي يرعى فيها النحل ، أما جودته يتم تحديدها وفق نوع الأشجار والمنطقة التي يرعى فيها النحل ويجني منها طعامه.

*أنواع ومناطق إنتاج العسل*

ينقسم العسل إلى أنواع عديدة أشهرها عسل السدر وهو اجودها قيمةً غذائية وأغلاها ثمناً، يَليه عسل السُمر (الطلح)، الصال (الأثل)، السلام، الجبلي،والمراعي، أما المناطق الأكثر انتاجاً للعسل فهي حضرموت والتي أحتلت المرتبة الأولى من حيث كمية

إنتاج العسل، تليها شبوة وأبين والحديدة.

*مخاطر تنذر بتراجع إنتاج العسل*

لم تسلم تجارة العسل من تداعيات الحرب المشتعلة منذ عشر سنوات، فبعد أن كان واحد من السلع الاستراتيجية الخمس التي أعلنت عنها الحكومة اليمنية، تراجع إنتاجه وتسويقه محلياً بشكل لافت، حتى كمية تصديره للخارج تراجعت إلى النصف، في أرقام تبعث على القلق اذا استمر الوضع دون وجود معالجات جذرية.

*أسباب تراجع إنتاج العسل*

خلّفت الحرب معاناة للنحّال اليمني، فلقد قُيّدت رحلة تنقّله من مكان إلى آخر برفقة خلايا نحله بحثاً عن مراعي جديدة لتغذية نحله، عَسكرة بعض المناطق وإنتشار مئات الآلاف من الألغام كانت السبب وراء ذلك، التغيرات المناخية أَلقت بضلالها ايضاً فلقد جرفت سيول الأمطار خلايا النحل المنتشرة في الأودية وأَضَرّت بأزهار الأشجار قبل أن يجني النحل رحيقه منها بينما أَمتص الجفاف الحياة من الزهور، مراعي النحل هي أيضاً أصبح كثيرٌ منها غير ملائم لرعي النحل بسبب رش المبيدات بصورة عشوائية، والمتبقي منها أصبح مهدد بالتناقص بسبب الإحتطاب بغرض طهي الطعام على الحطب.

العسل هو الآخر لديه إنتكاساته فالوضع الاقتصادي المتردي لعب دوراً في عزوف المواطنين عن شرائه، بينما المراكز والمختبرات المتخصصة بتطوير العسل قليلة بالمقارنة بهذا الثروة القومية، أما تصدير العسل يتواصل على استحياء نتيجة غياب وسائل التعليب المعمول بها عالمياً والحاجة إلى مواد التغليف وضعف العلامات التجارية، ويبقى الذهب السائل بحاجه الى من ينهض به بعد سنوات من الركود.

*حركة متنامية تضج بالأمل*

مع كل تلك المخاطر التي تهدد العسل ، هناك حركة مُتنامية تَضج بالأمل لإعادة وهج العسل اليمني من جديد، فلقد عكفت قيادة وزارة الزراعة والري والثروة السمكية وعلى رأسها الوزير سالم السقطري خلال السنوات الماضية على حشد تمويلات المانحين نحو المشاريع الزراعية ذات الأستدامة والتي تُرجمت في مصفوفة مشاريع استهدفت مراعي النحل والنحّالين وجمعياتهم وحتى العسل ، الالالف من النحالين تلقو خلال السنوات الماضية دعماً تقنياً ومالياً ساهم في زيادة خلايا النحل التي يمتلكوها ومضاعفة إنتاجهم من العسل إضافة الى مساعدتهم في تسويق منتجاتهم عالمياً من خلال تدريبهم على الطرق الحديثه لتعليب العسل بل وعمل مركز لصادرات العسل، عشرات الالاف من أشجار السدر تم غرسها ايضاً مما عزز من نشاط تربية النحل وأطلق العنان لتحسين دخل النحالين ودعم الاقتصاد اليمني.

لأن تطوير إنتاج العسل يتطلب إنشاء مراكز للنحل كشفت وزارة الزراعة والري عن إنشاء مركز وطني للعسل وتربية النحل في العاصمة عدن والذي سيمثّل طَفرة في النهوض بهذه الثروة القومية تحسب للوزير السقطري ، سيعمل هذا المركز جنباً إلى جنب مع مراكز أخرى تم تأهيلها مؤخراً تحتوي على مختبرات ومعامل لإنتاج العسل في محافظات لحج وأبين وحضرموت والضالع، ويبقى طريق التنمية الزراعية مستمر بأستمرار مِهنة النحّال حيث يتحول الرحيق إلى عسل ذهبي وتتحول أحلام النحالين إلى واقع ملموس.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : محافظة شمالية تثور على الحوثي...والجماعة تتهم المحتجين بالعمالة

جهينة يمن | 916 قراءة 

ترامب: لم يتم نقل أي شيء من منشآت إيران النووية قبل الضربات

حشد نت | 845 قراءة 

من صاحب القرار؟...مقرب من الحوثيين يُطلق تحذيراً داخلياً: اليمن سيتغير

جهينة يمن | 838 قراءة 

تصعيد مفاجئ؟ الإمارات تفتح أبوابها بتأشيرات مجانية ورواتب مغرية وسط توتر مع السعودية

المرصد برس | 765 قراءة 

تطور خطير.. الكشف عن قواعد عسكرية سرية للحوثيين في هذا الدولة العربية!

المشهد اليمني | 736 قراءة 

عاجل : تغيير كبير في اسعار صرف الريال اليمني مقابل السعودي والدولار في صنعاء وعدن ومأرب اليوم الخميس 26 يونيو 2025م

جهينة يمن | 623 قراءة 

رغم وعود الإفراج.. الشيخ الكازمي لم يصل منزله وبن لزرق يكشف تفاصيل جديدة

مساحة نت | 597 قراءة 

عاجل : القبض 10 مقيمين في السعودية وضبط معدات وجرافات "بينهم يمنيون"

جهينة يمن | 574 قراءة 

اول تحرك حكومي رداً على اقتحام مسجد في عدن واعتقال إمامه

يني يمن | 446 قراءة 

السعوديين يخافون مؤامرة دنيئة وخسيسة من هذه الأطراف

المشهد اليمني | 421 قراءة