خيارات طهران بعد الحرب
قبل 9 دقيقة
ان استشراف خيارات نظام الحكم في ايران بعيد توقف النار وليس انتهاء الحرب التي نشبت بينها وبين اسرائيل على خلفية مطالب اسرائيل من ايران بازالة التهديد النووي تماما والغاء برامج الاسلحة الصاروخية والدعم الأمريكي القوي لتل ابيب في هذه المواجهة يدفعنا على ضوء النتائج التي ترتبت على ايران بطرح السؤال التالي ماذا بعد تدمير او تعطيل برامج ايران النووية وقتل كل الصف القيادي الأول من الحرس الثوري والجيش الايراني والحاق الضرر الكبير بالمنشات الاقتصادية ومنصات اطلاق الصواريخ اليالستية ؟ ثم ما هي الخيارات المتاحة امام صانع القرار الايراني؟
1. أن إيران باتت أمام خيارين لا ثالث لهما إما الاستسلام المرن والانخراط في النظام الدولي (نموذج اليابان) أو المكابرة حتى السقوط الكامل (نموذج العراق بعد احتلاله).
2. النموذج الياباني رغم وجود اختلاف كبير بين ماحدث لليابان التي شنت الحرب على اوربا ولاحقا امريكا وبعد ضرب مدنها بالقنابل الذرية حينها اجبرت على الانسحاب التكتيكي من الصراع بعد الحرب العالمية الثانية وفرض عليها التخلّي عن المواجهة العسكرية وتحوّلت إلى قوة اقتصادية هائلة من خلال التحالف مع أمريكا والغرب والنتيجة تقدم وازدهار دون تهديد للوجود.
3. النموذج العراقي العراق لم يشن حرب على احد ومع ذلك استهدف من قبل أمريكا والغرب وفرض عليه الحصار القاسي وان يبقى دون غطاء فالعراق بعد احداث الكويت تمسك بالشعارات الثورية و لم يحظَ بتحالفات فعالة ولا توازن قوة والنتيجه كانت احتلال العراق بالكامل بعد 12 عامًا من الحصار الظالم .
ان أوهام التحالفات الشرقية ليست ذات تاثير فعال لصالح طهران فإيران تعتقد أن روسيا، الصين، وكوريا الشمالية تشكل محورًا يوازن أمريكا لكن الواقع ينقض هذا الاعتقاد فهذه التحالفات لا تردع ولا تحمي أحدًا، هي مجرد توازن هش.
كما أن التحولات في النظام العالمي تفرض تغيرًا إيرانيًا حيث هناك نظام عالمي جديد قيد التشكّل، وهناك شرق اوسط جديد تحكمه المصالح وليس الإيديولوجيا فإيران لن تبقى ضمن هذا النظام إن تمسكت بخطابها الثوري فالواقع الجديد يجبر إيران اما التكيّف مع هذا الواقع الجديد أو الإزاحة.
وهنا ومن خلال ما تقدم ورصد ردود الافعال الاقليمية والدولية على تلك الحرب القاسية التي استمرت ١٢ يوما نستطيع أن نتوصل إلى،
الاستنتاجات الرئيسية
1. انتهاء صلاحية الشعارات الثورية فالخطاب الإيراني القائم على “الموت لأمريكا” و”الثورة الإسلامية” لم يعد مجديًا فالأنظمة الناجية هي التي تعيد تعريف نفسها استراتيجيًا.
2. إيران ستضطر عاجلًا إلى إعادة التموضع
والبقاء في صراع مع أمريكا دون دعم حقيقي لن يؤدي إلا إلى الإنهاك والانهيار وإيران مضطرة إلى مراجعة تحالفاتها وخطابها الداخلي والخارجي.
3. الاصطفاف مع روسيا والصين ليس ضمانًا وهذه القوى تتصرف حسب مصالحها فقط.
4. الفرصة الأخيرة: التفاوض من موقع الضعف قبل الانهيار فإيران لا تزال تمتلك هامش مناورة، لكنها تتقلص بسرعة.وكل تأخير في الانخراط الواقعي يزيد من احتمالات التآكل الداخلي أو الضربة الخارجية.
خيارات النظام الايراني الاستراتيجية تتمحور حول
1.فتح حوار مباشر مع الغرب دون وسطاء، شرط حفظ ماء الوجه.
2.إعادة تعريف الخطاب الرسمي الإيراني بما يتماشى مع الواقعية السياسية.
3.فك الارتباط الأيديولوجي عن وكلاء إقليميين مرهقين (مثل الحوثيين وبعض فصائل العراق).
4.تحول تدريجي من سياسة “الثورة الدائمة” إلى “الدولة
الرسالة الأساسية أن إيران وصلت إلى مرحلة الاختيار الحاسم:
إما أن تتحول إلى يابان جديدة في الشرق الأوسط عبر البراغماتية، أو تُعاد تجربتها لتكون عراقًا جديدًا في ذاكرة التاريخ.
كاتبة وناشطة جمعوية من المغرب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news