كشف تقرير حديث عن تصاعد غير مسبوق في مستوى التعاون بين مليشيا الحوثي في اليمن وحركة “الشباب” الإرهابية في الصومال، في تحالف بات يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن القرن الإفريقي والممرات البحرية في البحر الأحمر.
ووفق تقرير نشرته مجلة منبر الدفاع الإفريقي، يستند هذا التحالف إلى تبادل المصالح العسكرية واللوجستية، حيث توفر “الشباب” شبكاتها في السواحل الصومالية لتمرير الإمدادات الإيرانية إلى الحوثيين، في حين يقدم هؤلاء دعماً تقنياً وعسكرياً يشمل الطائرات المسيّرة وأنظمة صواريخ متطورة.
قواعد حوثية في عمق الصومال
المثير للقلق هو ما كشفته تقارير محلية من ولاية بونتلاند شمال شرقي الصومال عن إنشاء قواعد حوثية في جبال جوليس بمحافظة سناج، حيث رجّحت مصادر عسكرية وجود منشآت لصناعة الصواريخ، وسط أنباء عن تجارب إطلاق تمّت داخل الأراضي الصومالية.
الرائد عبد الرحمن ورسامي، القائد السابق في لواء “دنب”، أوضح في تصريحات صحفية أن الحوثيين يتخفون ضمن صفوف حركة “الشباب” لتفادي المواجهة المباشرة مع الأهالي أو القوات المحلية، محذرًا من أن المنطقة باتت تستخدم كنقطة انطلاق لإمدادات عسكرية إيرانية ومعدات صينية، تُسهم في تعزيز قدرات الحوثيين البحرية والجوية.
دعم استخباري وتدريب مشترك
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في فبراير 2025، فقد أرسلت جماعة “القاعدة في جزيرة العرب” أكثر من 12 عنصرًا من حركة الشباب إلى اليمن لتلقي تدريبات متخصصة على تشغيل المسيّرات، كما جرى تطوير تطبيق اتصالات مشفر لتبادل المعلومات بين الطرفين.
كما أشار مركز كارنيغي للشرق الأوسط إلى أن السواحل الصومالية “الهشّة أمنيًا” أصبحت شريانًا استراتيجيًا يعتمد عليه الحوثيون لنقل السلاح والتمويل، محذرًا من أن هذا التعاون يُعقّد جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.
تهديد يتجاوز البحر
من جهته، شدد مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية على أن توسّع النفوذ المشترك بين الحوثيين و”الشباب” في بحر العرب وغرب المحيط الهندي يعكس تطورًا خطيرًا في طبيعة التهديدات الإقليمية، مؤكدًا أن “الرد العسكري البحري لم يعد كافيًا”، داعيًا إلى تجفيف منابع السيطرة البرية التي تُستخدم كمراكز للتمويل والتدريب وإطلاق الهجمات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news