العرش نيوز – خاص
حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من تدهور خطير ووشيك في الإنتاج الزراعي باليمن خلال موسم الصيف 2025، نتيجة تغيرات مناخية غير اعتيادية قد تُنذر بكارثة زراعية، وتزيد من حدة أزمة الأمن الغذائي في البلاد.
وفي نشرتها المناخية الصادرة نهاية مايو 2025، ضمن نظام معلومات الأمن الغذائي والإنذار المبكر، كشفت المنظمة عن مؤشرات مقلقة تتعلق بتوزيع الأمطار ودرجات الحرارة وتراجع الغطاء النباتي، ما يشكل تهديدًا مباشراً للمزارعين والمناطق الزراعية الحيوية في اليمن.
تفاوت حاد في هطول الأمطار ومؤشرات إجهاد زراعي
وأوضحت الفاو أن الأمطار خلال مايو 2025 جاءت متباينة إلى حد كبير؛ حيث شهدت محافظات مثل الحديدة، تعز، حجة، وصعدة معدلات هطول فوق المتوسط، في حين سجّلت محافظات رئيسية مثل إب، ريمة، ذمار، والمحويت انخفاضًا واضحًا في كمية الأمطار، ما أثر سلباً على التوزيع الزراعي والتربة.
وأشارت المنظمة إلى أن هذا التفاوت في الأمطار انعكس بشكل واضح على مؤشر الفرق النباتي الطبيعي (NDVI)، الذي أظهر تحسنًا نسبيًا في الشمال الغربي، مقابل انخفاض مقلق في الوسط والجنوب، مما ينذر بتراجع في نمو المحاصيل الصيفية.
تحذيرات من موجة جفاف قادمة
وفي تحليلها لحالة الجفاف الزراعي، رصدت الفاو علامات مبكرة على حدوث إجهاد زراعي في المرتفعات الغربية، حيث تراجعت مستويات الرطوبة الزراعية، وهو ما يهدد دورة نمو المحاصيل الحقلية ويتطلب مراقبة صارمة خلال الأسابيع المقبلة.
صيف ساخن وجاف.. وتهديد مباشر لدورة الزراعة
وتوقعت المنظمة أن تشهد أشهر الصيف، تحديداً يونيو ويوليو 2025، استمراراً في ارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الطبيعية في معظم أنحاء البلاد، مع ضعف محتمل في كميات الأمطار، وارتفاع خطر الجفاف، خاصة في المرتفعات الجنوبية والغربية.
واستندت الفاو في توقعاتها إلى نماذج مناخية دولية مثل CPC-NOAA وIRI، التي رجحت احتمالاً يتراوح بين 40% إلى 45% لاستمرار الظروف الجافة، وهو ما قد يعرقل الزراعة الصيفية ويزيد من الضغط على الأمن الغذائي في اليمن.
خطر على المحاصيل والأعلاف.. وتأثير مباشر على سُبل العيش
وأكّدت الفاو أن التغيرات المناخية المتوقعة قد تؤدي إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل الأساسية مثل الذرة والدخن والحبوب الصيفية، إلى جانب نقص حاد في الأعلاف، مما يهدد الثروة الحيوانية خصوصًا في محافظات شبوة، المهرة، وحضرموت.
كما حذّرت من أن سبل العيش للمزارعين المَعتمدين على الأمطار الموسمية ستكون في مهب الريح، ما يتطلب تدخلاً مبكرًا لتفادي أزمة إنسانية واسعة.
توصيات عاجلة واستنفار استباقي
وفي ضوء هذه التوقعات، أوصت الفاو السلطات اليمنية والمجتمع الدولي بضرورة تكثيف مراقبة الوضع المناخي والزراعي من خلال نظم الإنذار المبكر، وتحليل مؤشرات الغطاء النباتي، والاستفادة من البيانات المناخية في تحسين خطط الاستجابة.
كما دعت إلى تقديم دعم فني عاجل للمزارعين في المناطق المتضررة، وتوفير حلول مبتكرة واستجابات طارئة لمنع تفاقم الأزمة.
واختتمت الفاو تحذيرها بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين الحكومة اليمنية والمنظمات الإنسانية الدولية لمجابهة التحديات المناخية القادمة، وحماية الأمن الغذائي والمعيشي لملايين اليمنيين المهددين بتداعيات التغير المناخي.
غرِّد
شارك
انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)
فيس بوك
اضغط لتشارك على LinkedIn (فتح في نافذة جديدة)
النقر للمشاركة على X (فتح في نافذة جديدة)
X
معجب بهذه:
إعجاب
تحميل...
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news