صدى الجنوب | خاص
في تصعيد خطير للوضع الأمني في محافظة شبوة، قُتل شخص وأُصيب آخر، اليوم، في اشتباكات مسلحة اندلعت في مديرية حطيب، في ظل تزايد أعمال العنف والانفلات الأمني الذي بات سمةً يومية في مناطق سيطرة الفصائل الموالية للتحالف السعودي الإماراتي.
وأكدت مصادر محلية لـ”صدى الجنوب” أن الاشتباكات اندلعت نتيجة خلافات مسلحة تفجرت بين أطراف محلية يُعتقد أنها مرتبطة بشكل أو بآخر بصراعات النفوذ التي تغذيها جهات خارجية، وعلى رأسها التحالف، ضمن سياسة تهدف إلى تفكيك النسيج الاجتماعي والقبلي المتماسك الذي تمتاز به شبوة.
ويأتي هذا الحادث بعد سلسلة متصاعدة من الاضطرابات الأمنية التي تشهدها المحافظة، والتي يرى مراقبون أنها نتيجة مباشرة لتدخلات التحالف العسكرية والأمنية، وتغذية الفتن القبلية والمجتمعية، وتوجيه الفصائل المسلحة نحو صراعات جانبية تنهك المجتمع وتضعف مؤسساته.
وتؤكد المصادر أن الاشتباكات ليست حادثة منعزلة، بل تأتي ضمن نمط متكرر من الصراعات الداخلية التي تندلع نتيجة تغييب دور الدولة وسيادة السلاح غير النظامي، وسط تواطؤ – بل وتورط مباشر أحيانًا – من قبل الفصائل المدعومة من التحالف.
وفي هذا السياق، يرى محللون أن ما يحدث في شبوة ليس وليد الصدفة، بل يدخل في إطار “حرب غير تقليدية” تستهدف المجتمع اليمني، حيث تعمل قوى التحالف على إغراق المحافظة في ثلاثية مدمرة: نشر المخدرات، تسليح الفصائل، وزرع الفتن الداخلية.
ويأتي الحادث الأخير بعد أيام من خروج مظاهرات حاشدة في مديرية نصاب، عبّر خلالها الأهالي عن سخطهم من الانتشار الواسع لمادة “الشبو” المخدرة، التي يجري تداولها وترويجها بطرق ممنهجة وتحت حماية غير معلنة من فصائل محسوبة على التحالف، وسط تقارير تشير إلى تورط قيادات عسكرية في عمليات التهريب والتوزيع.
وقال أحد النشطاء المحليين في تصريح لـ”صدى الجنوب”:
“نحن نعيش حالة من الرعب والانهيار المجتمعي، هناك من يعبث بأمننا، ويستهدف شبابنا بالمخدرات والسلاح، ويشعل الفتن بين القبائل… لقد أصبح واضحاً من يقف خلف هذا التدمير الممنهج.”
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر أي جهة رسمية أو محلية بيانًا حول الاشتباكات في حطيب، في وقت تتزايد فيه الدعوات من قبل أبناء المحافظة والناشطين لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للكشف عن المتورطين في أعمال العنف وانتشار المخدرات.
وتواجه السلطات المحلية في شبوة، التي أصبحت فعليًا خارج السيطرة المركزية، تحديًا وجوديًا يتمثل في استعادة هيبة الدولة وضبط السلاح المنفلت، وإنهاء حالة التواطؤ مع الجهات الخارجية التي تستخدم المحافظة كساحة لتصفية حساباتها، على حساب أمن وسلامة المواطنين.
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news