مع الإعلان عن مقتل قيادات من "الحشد الشعبي" العراقي ومن حزب الله بلبنان في الهجمات الإسرائيلية على إيران، كانوا يتواجدون في طهران، تبرز تساؤلات حول ممثلي جماعة الحوثيين والقيادات الحوثية في إيران، وطبيعة عملهم وارتباطاتهم بعمليات نقل وتهريب الأسلحة والدعم المالي واللوجستي الإيراني المتدفق للجماعة.
منذ أواخر الثمانينات تعيش قيادات حوثية في إيران، ويتم استقطاب عناصر ونشطاء من ذوي خلفية مذهبية ومن ينتسبون لأسر هاشمية ومن لديهم قابلية الولاء والانتماء لفكرة الحوثية ومشروع الثورة الخمينية، وإخضاعهم لتدريبات متنوعة وإعدادهم بصورة جيدة وفق صبغة ومنظور استراتيجية نظام إيران.
الممثلية الحوثية تم تحويلها إلى غطاء للأنشطة العسكرية والطائفية، مع أن عمليات نقل الدعم وتهريب السلاح والتقنيات وشحنات النفط المخدرات للحوثيين تتم عبر قنوات مظلمة وشبكات من الأشخاص.
تلك العمليات المشبوهة يشرف عليها فيلق القدس بالحرس الثوري، وتتولى مسئوليتها المباشرة ما يسمى بـ "الوحدة 190" بفيلق القدس، التي يقودها
بهنام شهرياري مرالو
المكنى (الحاج علي).
بهنام قتل قبل أيام بهجمات إسرائيلية، وقد كان له دورا رئيسيا في نقل الدعم والسلاح والأموال للحوثيين.
منذ نهاية العام 2019، سلّمت إيران مقر السفارة اليمنية في طهران لذراعهم الحوثية، إذ عيّنت الجماعة إبراهيم محمد محمد الديلمي، ممثلا فوق العادة ومفوضا لها لدى إيران، وغداة تعيينه طار إلى طهران ليستقبله الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير خارجية إيران محمد جواد ظريف.
الديلمي، المنحدر من منطقة الحداء بمحافظة ذمار، هو عضو المكتب السياسي للحوثيين، وأحد عناصر الجماعة التي ارتبطت مبكرا بإيران وحزب الله.
وقد تلقى دورات أمنية وفكرية وكان أحد عناصر "الجبهة الإعلامية" التي نشطت لخدمة الحوثية ومشروع الثورة الخمينية. كما كان أحد مؤسسي شبكة وقناة "المسيرة" الحوثية التي اتخذت من الضاحية الجنوبية لبيروت مقرا لها، وهي إحدى واجهات الإعلام الحربي ووسائط التحشيد العسكري والتعبئة الطائفية للحوثيين وجماعات المحور الإيراني.
ممثل الحوثيين مع خامنئي
غطاء لمهام غامضة
في ممثلية الحوثيين بطهران ينشط موسى يحيى محمد بردان، منذ عيّنته الحوثية في 29 أبريل 2020 تحت صفة ملحق عسكري.
قرار تعيين موسى الذي أصدره رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، استبقه مهدي المشّاط بقرار مماثل –بنفس التاريخ- قضى بتعيين موسى كضابط في وزارة الدفاع رغم أنه لم يلتحق بالخدمة العسكرية من قبل، ومنحه رقما عسكريا ورتبة العميد. وفقا لوثائق حصل عليها محرر "ديفانس لاين".
وموسى، هو من محافظة صعدة، يتوقع أنه خضع لتدريب عسكري، وعمل سابقا ضمن الفريق الخاص مع صالح الصمّاد، رئيس المجلس السياسي سابقا.
وقد جاء تعيينه متسقا مع شروط التعيين في هذا الموقع الذي تنتخب له عناصر موثوقة، وربما ضمن ترتيب أوضاع شملت الأشخاص الذين عملوا مع الصمّاد عقب مقتله في أبريل 2018.
كما عيّنت الحوثية علي محمد سالم الوقشي، مستشارا لدى ممثلية الجماعة في طهران، منذ 23 مايو 2021. وعبدالله محمد عبدالله شريف، كملحق صحي، منذ 6 يوليو 2021. وفقا لوثائق حصل عليها محرر "ديفانس لاين".
وقد تكون التعيينات مجرد غطاء لمنح الأشخاص صفات ينشطون من خلالها.
استقطاب ونقل مقاتلين
وفي طهران، ينشط الحوثي صادق عبدالرحمن الشرفي، تحت صفة المسئول الإعلامي والثقافي للحوثيين، ويقدم نفسه كممثل "المستضعفين"، وله جهود في الفعاليات الطائفية وحضور في وسائل ومنصات إعلامية تابعة وموالية لإيران.
الشرفي وهو من كحلان محافظة حجة، يقيم في إيران منذ سنوات، ويشارك في الأنشطة ذات الطابع المذهبي، وهو إحدى حلقات الارتباطات الطائفية والأمنية مع الجماعة الحوثية.
صادق الشرفي في إحدى الفعاليات الطائفية
ارتبط بإيران من وقت مبكر، وقد كان أحد أربعة عناصر اتهموا بالتخابر مع إيران وخضعوا للمحاكمة أمام المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بأمانة العاصمة عام 2010.
وينخرط في تجنيد الشباب واستقطاب شخصيات وتسهيل سفرها إلى إيران، وتنسيق عمليات التدريب العسكري والأمني في إيران وبلدان عربية، وشارك مؤخرا في استقطاب مقاتلين وتسهيل نقلهم إلى سوريا والعراق.
يتركز نشاطه في الداخل، على جلب الأموال والدعم من حوزات قم والأفرع المذهبية الموالية لإيران، لإنشاء وتشغيل مراكز طائفية "اثنا عشرية" وتغذية مؤسسات إعلامية وفكرية، ويقوم بتوزيع أموال وأسلحة لبعض القيادات والفصائل الحوثية والموالية.
وخلال فترة سابقة نشط عدنان قاسم علي قاسم قفله، في إيران تحت صفة قنصل وملحق أمني خلال ما قبل 2022، وكان يستخدم مسميات مدنية وعمله في مؤسسات ومنظمات حوثية غطاء لنقل الأموال والدعم وجمع التبرعات من "الحوزات الشيعية".
وقد أعيد إلى صنعاء وعين مسئولا للقوى البشرية بوزارة داخلية الجماعة.
وهو أحد قادة الحوثية المشمولين في لائحة الاتهام أمام القضاء العسكري في مأرب.
قفلة في فعالية طائفية بصنعاء
وعقب الضربات التي تعرض لها حزب الله، انتقلت مجموعات حوثية إلى إيران، فيما اتجه مقاتلون للاستقرار في سوريا، قبل أن يغادروها بعد سقوط نظام الأسد، وكانت وجهتهم العراق، حيث ينشط حوثيون عبر مكتب وممثلين ابتعثتهم الجماعة يشرف عليهم القيادي أحمد أحمد محمد الشرفي، واسمه الجهادي "أبو إدريس الشرفي".
يتولى مكتب الحوثي في بغداد تنسيق عمليات الجماعة مع فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران لإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة وتبادل الخبرات والمعرفة الحربية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news