نعمان: الوهم الإيراني يتهاوى وعلى العرب قيادة مشهد ما بعد الحرب

خاص – شدد الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفير اليمن لدى بريطانيا، على ضرورة أن تضطلع دول المنطقة بدور محوري في رسم ملامح الترتيبات الإقليمية التي ستعقب المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، مشيرًا إلى أن أمن المنطقة وتنميتها ومستقبل شعوبها “لم يعد يحتمل الغياب أو التهميش”.

وفي مقال تحليلي نُشر له تحت عنوان “دور المنطقة في تسويات ما بعد الحرب”، أشار نعمان إلى أن النظام الإيراني “باع الوهم” في سوق عربية كانت تتخبط في إرث تاريخي من الصراعات والثارات، وأن هذا النظام – بعد أن تراجع أمام الضربات الإسرائيلية – عاد ليقصف دولة عربية، في مؤشر وصفه بأنه “يعكس البرمجة العدائية المتجذرة ضد العرب”.

وقال نعمان: “إن على قادة وشعوب المنطقة أن يتحولوا إلى القوى القادرة على التقاط زمام المبادرة في هذه اللحظة التاريخية، بدلاً من أن يكونوا مجرد متلقين لتسويات يصوغها الآخرون وفقًا لأولوياتهم”، لافتًا إلى أن “مجال أذرع إيران في الإقليم سيظل ساحة مفتوحة للمساومات إذا لم تتدخل دول المنطقة لصياغة تصور إقليمي متماسك يعيد الأمن ويمنع تكرار الكوارث”.

وحذّر السفير اليمني من الاستمرار في تقديم ما وصفها بـ”الرسائل التضامنية الناعمة” تجاه إيران، قائلاً إن تلك الرسائل لم تمنعها من قصف بلد عربي، في إشارة إلى الضربة الصاروخية التي نفذتها طهران عقب تصعيدها مع إسرائيل.

وأضاف: “إعادة إنتاج المنطقة على أسس جديدة يجب أن تكون المهمة العاجلة للعرب اليوم”، موضحًا أن تحقيق ذلك يتطلب وعيًا سياسيًا بدورهم في إعادة بناء الأمن الإقليمي، وقطع الطريق على أوهام الهيمنة التي غذّت الحروب والانقسامات طوال السنوات الماضية.