في تحول لافت يبشر بعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق الساحلية المحررة، انطلقت أعمال إعادة تأهيل خور أبو زهر شمال مدينة الخوخة، بتمويل مباشر وتوجيه من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح، في خطوة استثنائية أعادت الأمل إلى أبناء المنطقة بعد سنوات من الإهمال والدمار الذي خلفته الحرب.
المشروع الذي استُهل مؤخرًا يأتي كثمرة مباشرة لزيارة ميدانية قام بها العميد طارق صالح، استمع خلالها إلى مطالب السكان وتعرّف على احتياجاتهم عن قرب، ليأمر فورًا بفتح المجرى الطبيعي للخور بعد أن ظل مغلقًا لسنوات.
هذه المبادرة سرعان ما وجدت صدى واسعًا لدى المواطنين، لما يحمله الخور من قيمة بيئية وسياحية واقتصادية شكلت جزءًا من الذاكرة الجماعية للمدينة.
وتاريخيا، لعب خور أبو زهر دورا محوريا في الحركة التجارية والسياحية، خاصة خلال فترة الثمانينيات وحتى أوائل الألفينات، حيث كانت ترسو فيه قوارب الصيد الكبيرة المعروفة محليا بالعباري
، مثل “سنابيق فضل” و”المحمودي”، ناقلة البضائع من الخوخة إلى القرن الأفريقي والعراق.
وقد شكل هذا الخور آنذاك مرفأً طبيعيا مميزًا ومنفذًا تجاريًا نشطًا للمنطقة، قبل أن يطاله الإغلاق وتتوقف حركة الملاحة بفعل الحرب.
ويؤكد مدير إعلام الحديدة، يوسف الغليسي، أن الخور يتمتع بتنوع بيئي فريد يشمل الطيور والأشجار، وكان يومًا ما مقصدًا للمتنزهين ومصدر رزق للصيادين، قبل أن تندثر هذه المظاهر بفعل الإغلاق والنزاعات المسلحة.
واليوم، ومع انطلاق أعمال التأهيل وفق دراسات علمية مدروسة، يأمل الأهالي بعودة المنتزهات والمرافق السياحية، إلى جانب استئناف حركة القوارب بشكل آمن كما في السابق.
أما على مستوى التنفيذ، فقد بلغت نسبة إنجاز المشروع حتى الآن نحو 20%، وفق ما أعلنه وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، موضحًا أن المجرى الطبيعي كان مطمورًا بالكامل، ويستلزم جهودًا هندسية ضخمة لإعادته إلى حالته الأصلية.
ويعتبر القديمي أن هذه الخطوة تمثل مشروعا استراتيجيا لحماية البيئة من التحول إلى بيئة راكدة، ولحماية السكان من كوارث مستقبلية محتملة.
القديمي شدد أيضًا على البعد الرمزي للمشروع، مشيرًا إلى أن خور أبو زهر ليس مجرد مجرى مائي، بل هو “معلم بيئي وتاريخي يعكس هوية أبناء الخوخة”، وهو أيضًا متنفس طبيعي ومصدر دخل للعائلات العاملة في الصيد، ومكان محفور في وجدان أبناء المدينة الذين ظلوا يطالبون بإعادة فتحه منذ أكثر من ربع قرن.
ولا يُنظر إلى المشروع بمعزل عن الحراك التنموي الأوسع الذي تشهده مدينة الخوخة مؤخرًا، حيث شهدت المدينة تنفيذ عدة مشاريع استراتيجية في قطاعات الصحة والكهرباء والغذاء، مثل افتتاح مستشفيات كبرى، ودعم مراكز الغسيل الكلوي، وهو ما يعكس تحوّل المدينة إلى وجهة للتنمية والتحرير، بدعم مباشر من نائب رئيس مجلس القيادة.
وتسعى السلطة المحلية إلى جعل خور أبو زهر نقطة جذب سياحية وطنية، تستقطب الزوار من مختلف أنحاء اليمن، في ظل جهود حثيثة لإعادة إعمار المناطق المحررة وتوفير البنى التحتية التي تمكّن المواطنين من استعادة حياتهم الطبيعية.
ومن خلال هذا المشروع، تترسخ رؤية التنمية الشاملة في الساحل الغربي، حيث يجري العمل بوتيرة متسارعة على إعادة الحياة إلى مناطق طالها الخراب، عبر مشاريع تعيد الاعتبار للهوية البيئية والاجتماعية، في وقت لا تزال فيه معركة استعادة الدولة من قبضة مليشيا الحوثي الإرهابية قائمة، يقودها العميد طارق صالح بثبات على أكثر من جبهة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news