الكاتب : فؤاد قاسم البرطي
في ناس لما يشوفوا واحد يشمت بمصيبة إيران.. يظنّوا انه بيشكر إسرائيل!
ويبدأوا يوزّعوا التهم: هذا مطبّع.. هذا خائن..هذا بيشتغل مع العدو..
ويخوضوا في كلام لا له عقل .. ولا له ارجل يسير عليها !!
اللي ما يعرفوه أو بالأصح ما يريدوا يفهموه .. إن أغلب اللي فرحوا بضرب إيران.. سواء يمنيين أو سوريين أو غيرهم، ما فرحوا حبًا في إسرائيل..ولا دعمًا لعدوانها..
الفرحة كانت مضاعفة لأن الضربة جت لواحد من رموز الشر في المنطقة..
نظام إيران المجرم اللي ما خلّى بلد عربي إلا وأشعل فيه نار: حرب – قتل – تجويع- تشريد- ميليشيات- خراب- سجون..
هذا نظام ما اكتفى بتصدير السلاح.. صدّر الطائفية والانقسام.. دخل بيوتنا من نوافذ الموت..
وما حد منّا نسي كيف كان شريك أساسي في كل حرب حصلت من العراق للبنان لسوريا واليمن..
أما إسرائيل؟!
يعني بالله عليكم.. نحتاج نبرر ليش الناس تشمت فيها؟ يكفي اللي حاصل في غزة اليوم.. دمار.. مجازر.. أرواح بتروح كل يوم
نظام قاتل لا يعرف معنى حياة إنسان!!
ومع كذا يطلع لك واحد يقولك: لازم تختار..
يا إيران يا إسرائيل!
طيب ليش؟ مين قال إن لازم نكون مع واحد ..فالشر القادم لنا من الاثنين؟
ليش ما نقولها ببساطة:
الاثنين شر.. والاثنين أعداء.. والاثنين سبب بلاوي المنطقة
واحد بوجه عمامة والثاني بوجه خنزير.. لكن اللي في القلب سلاح ودم وجثث
اللي حاصل اليوم ما عاد يخلي مجال للرمادية
الشعوب فهمت اللعبة
ما عاد فيناش نصفق لمجرم لأنه “يدّعي” العداء مع مجرم ثاني..ولا عاد فينا نفرح لواحد كونه ضرب غريمه واحنا ما زلنا نعاني من سكاكينه..
آخر تطورات الحرب اليوم بين إيران وإسرائيل تثبّت هذا الكلام: عمليات اغتيال.. ضربات جوية.. تفجيرات غامضة..
وكل طرف يختار الوقت والهدف ويرتب الرد.. كأنها مسرحية بدون مشاعر!
لكن الحقيقة إن الشعوب هي اللي تدفع الثمن.. مش القيادات.. مش صناع القرار..
إحنا اللي نعيش تحت القصف.. وندفن موتانا.. ونتفرج على شاشات الموت!
الخلاصة؟
مش لازم نكون مع إيران ولا مع إسرائيل
لازم نكون مع الإنسان.. مع العدل.. مع الحياة.. وإذا فرحنا بمصيبة واحد فيهم.. مش لأنه عدونا الثاني “بطل”..
لكن لأن الضحية مجرم.. وسقوطه لحظة راحة ولو مؤقتة!!
افهموها: الشر.. لو ضرب شر.. ما يصبح خير!.. لكن على الأقل.. بيقل عدد الأشرار!!
تعليقات الفيس بوك
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news