أدانت دول الخليج انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مبديةً قلقها من الاستهداف الأميركي للمنشآت النووية إيرانية الثلاث: "أصفهان - نطنز - فوردو"، عبر الضربات التي سُميت بـ "مطرقة منتصف الليل".
و أثار الاستهداف صباح اليوم مخاوف الدول الست، التي اعتبرت أن ما شهدته المنطقة، سيزيد من حدة التوترات ويؤثر على الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصة في خضم الردود المتبادلة بين الطرفين.
وقال الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، إن مجلس التعاون يؤكد على مضامين البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الاستثنائي الـ48 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة، وإدانة مجلس التعاون لكل ما من شأنه تهديد أمن واستقرار المنطقة، وكذلك ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وبذل الأطراف كافة جهوداً مشتركة للتهدئة واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب.
في الإطار ذاته، أكدت السعودية إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة إيران، ولم تخف قلقها من استهداف أميركا للمنشآت النووية الإيرانية، مشددةً على ضرورة ضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد،
وجاء في بيان الخارجية السعودية على "إكس": "تتابع المملكة العربية السعودية بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأميركية".
وتزامن الموقف السعودي مع تعبير قطري عن الأسف للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية، واشارت الدوحة إلى أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على إيران عبر استهداف منشآتها النووية، مشددة على ضرورة وقف كافة العمليات العسكرية، والعودة فوراً إلى الحوار والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة.
وحذَّرت وزارة الخارجية القطرية في بيان اليوم، من أن التوتر الخطير الذي تشهده المنطقة حالياً يقود إلى تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي، آملة في هذا الوقت من كافة الأطراف التحلّي بالحكمة وضبط النفس وتجنّب التصعيد الذي لا تتحمله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات وتأثيراتها الإنسانية المأساوية.
كذلك عبّرت الخارجية الكويتية عن موقفها، إذ أكدت متابعتها بقلق بالغ تطورات الأحداث المتعاقبة التي تشهدها إيران لاسيما تلك الأخيرة التي شملت استهدافاً لعدد من المنشآت النووية في تطور خطير يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم، وجددت (الخارجية) في بيان لها تأكيد دولة الكويت على ما جاء في بيانها الصادر بتاريخ 13 يونيو 2025 الذي أدان الاعتداء على السيادة الإيرانية وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية ودعا المجتمع الدولي ومجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياتهما نحو وقف تلك الانتهاكات بما يحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
كما أكدت وزارة الخارجية البحرينية اليوم أنها تتابع باهتمام مستجدات الأوضاع في المنطقة، داعية إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لوقف التصعيد والعمليات العسكرية، وتسريع استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية لتسوية الأزمة الراهنة عبر الوسائل الدبلوماسية والسلمية، بما يؤدي إلى إحلال السلام والأمن في المنطقة، وتجنيب شعوبها أهوال الحروب وأخطارها.
وعلى وقع التطورات المتسارعة التي تشهدها إيران، وصفت سلطنة عُمان الأحداث الدائرة بالمقلقة. وأبدت استنكارها إزاء التصعيد الناجم عن القصف الجوي المباشر الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية على مواقع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودانت " العدوان غير القانوني" ودعت إلى خفض التصعيد الفوري والشامل.
أبو ظبي أيضاً كان لها الموقف ذاته، إذ أعربت عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الايرانية، وطالبت بضرورة الوقف الفوري للتصعيد لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها على ضرورة تغليب الدبلوماسية والحوار لحل الخلافات، وضمن مقاربات شاملة تحقق الاستقرار والازدهار والعدالة، وجددت مطالبتها المجتمع الدولي لحشد الجهود للوصول إلى معالجة شاملة لهذه التطورات الحساسة والخطيرة تحفظ المنطقة وشعوبها من ويلات الصراعات.
وكان مسؤولون إيرانيون أكدوا فجر الأحد، أن القوات الأميركية قصفت المنشآت النووية فوردو ونطنز، وأصفهان، عبر عملية "مطرقة منتصف الليل"، فيما عدَّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن "الهجوم الأميركي يُظهر أن واشنطن هي المحرك الرئيسي وراء الضربات الإسرائيلية"، مؤكدا ان دخول واشطن على خط الازمة يعبر عن عجز اسرائيلي بكل وضوح.
وأكد أن "هذا العمل يُثبت بوضوح أن الولايات المتحدة هي المحرّك الرئيسي للأعمال العدائية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".ويجد الرئيس الإيراني أنه رغم محاولة الأميركيين في البداية إخفاء دورهم، إلا أنهم وبعد الردّ الحاسم والرادع من قبل القوات المسلحة الإيرانية، ومع مشاهدتهم لعجز الكيان الصهيوني، اضطروا للدخول المباشر إلى ساحة المواجهة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news