قراءة للحالة الإقليمية الملتهبة وماذا يعني لنا هذا في الجنوب؟

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 95 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قراءة للحالة الإقليمية الملتهبة وماذا يعني لنا هذا في الجنوب؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط اليوم حالة من التوتر المتصاعد والانفجارات المتتالية، في ظل صراع خطير بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وإيران من جهة أخرى. هذا التصعيد لا يُمكن فصله عن تحولات أعمق تُعيد تشكيل ميزان القوى، وتفرض على الأطراف الفاعلة – دولاً وحركات – إعادة تقييم موقعها واستراتيجياتها.

الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية لم تكن مجرد رد موضعي، بل تحمل رسالة مزدوجة: أولاً، أن برنامج إيران النووي لن يُترك يتمدد بلا كلفة، وثانيًا، أن مبدأ "السلام عبر القوة" الذي يتبناه التيار الترامبي العائد في واشنطن بدأ يأخذ شكله العملي. هذا النهج يعيدنا إلى مرحلة ما قبل التفاهمات النووية، ويضع طهران أمام خيارين: إما التراجع، أو الدخول في مواجهة مفتوحة.

في هذا السياق، تُصبح خارطة الوكلاء واحدة من أبرز أدوات إيران للرد غير المباشر. والحوثيون، بوصفهم أهم أذرع طهران في الجزيرة العربية، سيلعبون دورًا مركزيًا في أي تصعيد قادم. تجربتهم الطويلة في استخدام الهجمات على السفن، واستهداف البنية التحتية السعودية والإماراتية، تجعلهم أداة جاهزة عند الحاجة. ومن هنا، فإن اليمن – وليس فقط إيران – سيكون ساحة اختبار حقيقية لهذا التصعيد.

بالنسبة لنا في الجنوب، وخاصة المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن هذه التحولات تُحتّم أعلى درجات الانتباه الاستراتيجي. التحدي لا يكمن فقط في التهديد العسكري المحتمل، بل في طبيعة المرحلة القادمة التي يُعاد فيها ترتيب النفوذ والخرائط السياسية. السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لأن نكون طرفًا فاعلًا في هذه المعادلة، أم مجرد متلقٍ للنتائج؟

في حال توسعت رقعة الحرب، سواء بضربات إضافية أو بردود من وكلاء إيران، فإن الجنوب قد يجد نفسه عرضة لضغوط متعددة: هجمات مباشرة على الموانئ أو خطوط الملاحة، محاولات تحريك الجبهات في الضالع أو لحج أو حتى عدن، أو ضغوط سياسية إقليمية للتنازل عن أوراق معينة مقابل الحماية. وفي ظل هذه الاحتمالات، هناك ضرورة عاجلة للتعامل ببراغماتية، دون عاطفة، مع التحالفات الإقليمية والدولية.

يجب ألا نغفل أن ارتباط الحوثيين بإيران لم يعد تحليلًا نظريًا، بل بات علاقة عضوية موثقة في التسليح والتخطيط والتوجيه. وبالتالي، فإن التهديد الذي يشكله الحوثيون على الجنوب ليس تهديدًا داخليًا فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي معقّد، ما يحتم التعاطي معه على هذا الأساس.

أخيرًا، فإن الجنوب – بشعبه وقضيته وموقعه – ليس على هامش الحدث. وإذا كنا نطمح إلى دولة مستقلة وفاعلة، فعلينا أن ندرك أن هذه الدولة يجب أن تكون أولًا قوية وآمنة، وثانيًا واضحة في خياراتها وتحالفاتها، وثالثًا واقعية في قراءة التحولات الكبرى الجارية من حولنا.

يعقوب السفياني

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

مارب.. هجوم حوثي مباغت يسقط مواقع عسكرية وتشيّيع أكثر من 15 جنديًا قضوا بالمواجهات

الأمناء نت | 973 قراءة 

ظهور وزير بالشرعية وهو نائم اثناء الاجتماع بعيدروس الزبيدي في عدن

كريتر سكاي | 811 قراءة 

تصعيد جديد في حضرموت.. هذه تفاصيله والجهة التي تقف وراءه!

موقع الأول | 675 قراءة 

فيديو لمعارك شرسة بين مليشيا الحوثي والانتقالي الجنوبي.. ما حقيقته؟

المشهد اليمني | 612 قراءة 

اليمن.. الرئيس يعلن أهم أولويات المرحلة

مراقبون برس | 563 قراءة 

مقاطعة حكومية واسعة لاجتماع الزبيدي في عدن بإيعاز سعودي

موقع الجنوب اليمني | 517 قراءة 

الانتقالي ينقلب مجددا ويعلن التأييد عبر وزاراته في الحكومة لمطالبه الانفصالية (محدث)

الموقع بوست | 466 قراءة 

الانتقالي يجتمع بحكومته المصغره في القصر الرئاسي بعدن

مندب برس | 435 قراءة 

وزارة الإعلام تعلن تأييد إعلان دولة الجنوب العربي كاملة السيادة

المشهد العربي | 435 قراءة 

الأرصاد: أمطار متفرقة وأجواء باردة تضرب عدة مناطق اليوم

حشد نت | 422 قراءة