◼️واقع تزاحمت فيه التحديات وتقلّصت الإمكانيات،ولم يبقَ ما يمنحك القدرة على الاستمرار سوى الإرادة والإصرار. وهذا بالضبط ما تحقق في فرع جامعة تعز بالتربة.
كانت الإرادة ضرورة وجودية لا مجرد خيار، حفاظاً على أداء هذا الصرح الأكاديمي، ثم اتجه المسار ـ رويداً رويدا ـ من مجرد الاستمرار إلى التحديث والتجديد، وصولاً إلى مشروع جامعة مستقلة .
وفقاً لإحصائيات رسمية، يحتضن فرع الجامعة بالتربة أكثر من 4,000 طالب وطالبة، و263 أستاذا جامعيا ومعيدا، إضافة إلى 130 موظفا إداريا، موزعين على كليات ومراكز أكاديمية متنوعة، تشمل تخصصات طبية وتقنية وإدارية وتربوية، إلى جانب مرافق إدارية وخدمات طلابية متكاملة، منها:
▪️كلية التربية والآداب، كلية العلوم الطبية والصحية، كلية الحاسبات وتقنية المعلومات، كلية الإدارة ونظم المعلومات.
▪️مركز التعليم المستمر ومركز التطوير الأكاديمي.
▪️معامل متخصصة في المختبرات الطبية والصيدلانية وعلوم الحاسوب والبيولوجيا والفيزياء والكيمياء.
▪️دائرة للدراسات العليا والبحث العلمي تقدم برامج ماجستير ودكتوراه في العلوم التربوية والإدارية والمحاسبة، وتستعد حاليًا لإطلاق برنامج ماجستير في علوم الحاسوب.
▪️مكتبة مركزية متكاملة، بحاجة إلى تزويدها بمراجع علمية حديثة في التخصصات الطبية والتقنية.
*▪️بدايات التحديات▪️*
خلال السنوات الأخيرة، واجه الفرع تحديا بالغا في استقرار الطاقة الكهربائية. إذ أصبح الاعتماد الوحيد على مولد ديزل أُهدي للفرع عام 2013م من رجل الأعمال الأستاذ نبيل هائل سعيد، غير كاف لتلبية الطلب المتزايد الناتج عن التوسع في إنشاء المعامل واستحداث الأجهزة الحديثة، لا سيما مع تراجع قدرة المولد وارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة، التي تجاوزت 14 مليون ريال سنويا.
*▪️الأستاذ نبيل هائل.. لمسة فارقة في 2013▪️*
في عام 2013، شكل هذا المولد نقطة تحول ساهمت في استقرار العملية التعليمية والإدارية بعد الانقطاع شبه التام للكهرباء الحكومية.
وقد جاء ذلك استجابة كريمة وسريعة من الأستاذ نبيل هائل سعيد، بعد مذكرة رسمية بعث بها الدكتور أحمد الرباصي ـ نائب رئيس الجامعة لشؤون فرع التربة ـ إلى بيت هائل سعيد.
وصل المولد إلى بوابة الفرع، وأدى دوره بكفاءة لسنوات طويلة، حتى بدأت تظهر الأعطال وتتزايد النفقات، فبدأ الدكتور الرباصي حملات مخاطبة رسمية للجهات الحكومية والمنظمات الدولية، باحثا عن تمويل منظومة طاقة شمسية بقدرة 60 كيلووات لتغطية الحد الأدنى من احتياجات الفرع، الذي تبلغ إجمالي أحماله الكهربائية أكثر من 230 كيلووات.
لكن ورغم كثافة الوعود، بقي الواقع على حاله.
اخبار التغيير برس
*▪️الدكتور رشاد العليمي.. دعم نوعي في 2018▪️*
ليست هذه المرة الأولى التي يسعى فيها الدكتور أحمد الرباصي لجلب دعم مؤسسي. ففي عام 2018م، وأثناء رحلة علاجية إلى مصر، التقى الدكتور رشاد العليمي ـ الذي كان آنذاك مستشاراً لرئيس الجمهورية ـ وطرح عليه احتياج الفرع لـمختبر طبي تعليمي.
جاء التفاعل سريعاً وجاداً، وتم خلال أسابيع تجهيز المختبر بأحدث الأجهزة المخبرية النوعية، ليكون دعماً ملموساً لمسيرة الفرع الأكاديمية.
*▪️ومع مرور الوقت ..▪️*
تقادمت أجهزة معامل الحاسوب بكلية الحاسبات وتقنية المعلومات بالفرع ، وأُنشئت أقسام جديدة، لكن الأجهزة الموجودة لم تعد تلبي متطلبات التعليم الرقمي الحديث، ولا متطلبات الأمن السيبراني والبرمجيات المتقدمة.
ورغم شح الموارد، وارتفاع تكلفة معامل الحاسوب الحديثة (التي تتجاوز 80 ألف دولار)، واصل الدكتور الرباصي جهوده لجلب الدعم، ولكن دون جدوى تذكر.
*▪️العميد طارق صالح.. استجابة استثنائية في 2025▪️*
في منتصف مايو 2025م، التقى الدكتور أحمد الرباصي بالعميد طارق صالح ـ نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ـ في مدينة المخا، وطرح عليه بالتفصيل أوضاع فرع الجامعة، من تحديات أكاديمية وإدارية إلى معاناة الكادر والطلاب.
كان اللقاء استثنائياً من حيث الاستماع والتفاعل، إذ أبدى العميد طارق اهتماماً واضحاً واستجاب بتوجيهات فورية إلى الخلية الإنسانية لتنفيذ:
➖منظومة طاقة شمسية متكاملة لتشغيل كافة كليات ومرافق الفرع.
➖تجهيز معملين حاسوب حديثة بمواصفات تلائم تطورات التعليم الرقمي.
وقد بدأ التنفيذ فعليا، في خطوة تمثل نقلة نوعية تاريخية في مسيرة الفرع، كونها تؤسس لمرحلة من الاستقرار والتطور الأكاديمي، بعد سنوات طويلة من المناشدات والانتظار .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news